============================================================
127 00 الرواية الأولى.....
واما اصحاب المشامة فهم اليهود والنصارى(1)، يقول الله : الذين آتيناهم الكتاب يغرفونه - يعني محمدا والولاية(2) - كما يغرفون أبتاءهم - فسي منازلهم -وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون} (2) بأنك رسول من الله ، فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك (4) الذنب، فسلبهم روح الايمان، وأسكن ابدانهم (5) ثلاثة أرواح : روح القوة ، وروح الشهوة ، وروح البدن، وأضافهم إلى الأنعام، فقال : ( إن هم إلا كالأ نعام} (1) لأن الدابة إنما تحمل بروح القوة ، و تعتلف بروح الشهوة ، وتسير بروح البدن.
وقال المجلسي : "اوإن عاد) أي من غير توبة على وجه الاصرار؛ وقيل: هو من العادة.
"ادخله الله نار جهنم" اي يستحق ذلك ويدخله إن لم يعف عنه، لكن يخرجه بعد ذلك إلا آن يصير مستحلا أو تاركا لولاية أهل الببت ل .
(1) كأته ذكرهما على سبيل المثال ، والمراد جميع الكفار والمنكرين للعقائد الايمانية الذين تمت عليهم الحجة.
(2) قال المجلسي : قوله "والولاية" أي يعرفون محمدا بالنبوة وأوصياءهم بالامامة والولاية، وإنما اكتفى بذكر محمد لي لأن معرفته على وجه الكمال يستلزم معرفة أوصيائه، أو لأنه الأصل والعمدة "(أنك الرسول إليهم،) بيان للحق.
(3) سورة البقرة: 146.
وقال المجلسي : يحتمل أن يكون الغرض من ذكر الآية بيان سلب روح الايمان من هؤلاء بقوله تعالى : ( فلا تكوتن من المشترين} فإن الظاهر أن هذا تعريض لهم بأنهم من الشاكين على أحد وجهين: أحدهما أنه لما جحدوا ما عرفوا سلب الله منهم التوفيق واللطف، فصاروا شاكين، ومع الشائ لا يبقى الايمان ، فسلب منهم روحه ، لآنه لا يكون مع عدم الايمان، أو سلب منهم أولا الروح المقوي للايمان فصاروا شاكين، وثانيهما اتهم لما انكروا ظاهرا ما عرفوا يقينا نسبهم إلى الامتراء وأنحقهم بالشاكين ، لأن البقين إنما يكون إيمانا إذا لم يقارن الانكار الظاهري فلذا سلبهم الروح الذي هو لازم الايمان (4) أي بسبب ذلك الجحود، وقوله : "فسلبهم، بيان للابثلاء.
(5) تخصيص تلك الأرواح بالأبدان لأن الروحين الآخرين ليسا مما يسكن اليدن، وإن كانا متعلقين به (6) سورة الفرقان: 44.
Page 130