Qacida Cazima Fi Farq

Ibn Taymiyyat d. 728 AH
44

Qacida Cazima Fi Farq

قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق

Investigator

سليمان بن صالح الغصن

Publisher

دار العاصمة

Edition Number

الثانية ١٤١٨هـ / ١٩٩٧م

Publisher Location

الرياض

Genres

في بيته، وأما البعيد فلا يدخل فيه بالاتفاق، لكن من كان في المسجد عند الحائط، هل هو قريب أو بعيد؟ على قولين (١) . وهكذا أخبرهم عن سائر المؤمنين فقال: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ الرَّجُلِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ ﵇» . وكان هو ﷺ مدفونًا في حجرة عائشة، وقد قالت عائشة إنه قال في مرضه الذي مات فيه (٢): «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» قالت عائشةُ: وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ؛ وَلَكِنْ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا. فبينَتْ أنه دُفن في الحجرة ولم يظهر قبرُهُ؛ لئلا يتخذ مسجدًا يُصلى عنده، وإن كان المصلي إنما يصلي لله، ويدعو الله، فإنه لعن من يتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، ونهى أمته أن يتخذوا القبور مساجد، فإذا كان /١٨ب/ هو ﷺ لعن من يصلي عندها لله، ويدعو الله //١٤٩أ// - لأن ذلك ذريعة إلى الشرك - فكيف بمن يصلي لها، ويسجد لها، أو يدعوها (٣)، ويستغيث بها، ويطلب منها ما يطلب من ربّ العالمين، فإن هذا من أعظم الشرك، وجعلها أوثانًا وأندادًا لله رب العالمين، كما فعل قوم نوح، ومن ضاهاهم من مشركي أهل الكتاب. فمقصودُهُ ﷺ بقوله: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ ﵇ (٤)» بيان حياتِه، وأنه يَسمع السلام من القريب،

(١) في الأصل وخ٢: (القولين)، والتصويب من المحقق. (٢) (الذي مات فيه) ليست في خ٢. (٣) في خ٢: (ويدعوها) . (٤) (السلام) ليست في خ٢.

1 / 57