صورة ستالين
وسألني أحدهم: ما قولتك بمصير ستالين؟
قلت: لقد مر علي في تقويم الحياة حوادث جمة من هذا النوع أذكر لك منها حادثة واحدة: سقوط السلطان عبد الحميد؛ وهي أعظم أحداث القرن العشرين.
كنا في أيام دولة البادشاه نقول، قبل أن نذكر اسمه: ولي نعمتنا بلا امتنان، وظل الله على الأرض. ولما هوى العرش العثماني الذي ظل راسخا شامخا زهاء ستماية سنة، قال في سلطانه، الشاعر حافظ إبراهيم:
مشبع الحوت من لحوم البرايا
ومجيع الجنود تحت البنود
أما ستالين؛ فهو مرجف الدول العظمى، وقاهر هتلر. شاء رجل ألمانيا أن يكتب اسمه أدولف هتلر في تاريخنا المعاصر، فكتب القدر اسم يوسف ستالين ... ستالين الذي كان فعالا لا قوالا، لا تصح محاربته ميتا. كان الأجدر، وهو من نسبت إليه جرائم تقشعر لها الأبدان، أن يخنق في سريره. ترى ألم تنجب روسيا واحدا يضع روحه على كفه ويقتل هذا الطاغية؟! ...
ويلي على الناس، وويلي من الناس ... كنا في مدرسة مار يوحنا مارون نقف مصطفين بعد نهاية درس الليل؛ لنقضي حاجتنا قبل النوم، وكانت الأماكن المعدة لقضاء ذلك الغرض في كعب غابة سنديان قائمة على كتف المدرسة، وبينا نحن آمنون إذا بابن آوى يخترق صفنا، فصرخنا: ديب، ديب! ثم اختلط الحابل بالنابل، وكان أكبرنا طالب اسمه شديد سمعان فاشتدت عزيمته وكان أول الهاربين.
ولما أفرخ روعنا وهدأت أعصابنا إذا بصاحبنا شديد يخرج من مخبئه عارضا عصا غليظة وهو يقول: وأين راح الديب؟!
ماذا تنفع تهيئة القضيب بعد ما راح الديب؟! أناس كثيرون أعيدت محاكمتهم بعد الموت وردت إليهم كرامتهم، فهل حاكموا ستالين ميتا قبل إنزال صورته؟
Unknown page