364

Al-Qabas fī sharḥ Muwaṭṭaʾ Mālik b. Anas

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

Editor

الدكتور محمد عبد الله ولد كريم

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٢ م

Genres

وقيل إنما جرى ذلك في اللسان من غير قصد إلى اليمين (١)، بمجرى العادة، وإنما نهي عن الحلف بغير الله ﷿ على قصد القسم. ألا ترى إلى قول الله تعالى ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ (٢) قالت عائشة، ﵂: هي قول الرجل (لَا وَالله وَبَلَى وَالله) (٣) في أثناء الكلام إذا لم يقصد بها اليمين، ورأت أنها لا تكون يمينًا إلا مع القصد إلى ذلك. وعظَّم مالك، ﵁، حرمة اللفظ فرأى أنها يمين بمجرد القصد إلى الذكر (٤)، وما وراء ذلك من تحقيق يطلب في موضع الإحالة إن شاء الله.

(١) أقول: رجح الحافظ من الأقوال قولين: الأول وهو أن ذلك كان قبل النهي، والثاني أنها كلمة جارية على اللسان لا يقصد بها الحلف كما جرى على لسانهم عقرى حلقى وما أشبه ذلك. فتح الباري ١/ ١٠٧.
(٢) البقرة آية ٢٢٥.
(٣) البخاري في الأيمان والنذور باب ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ ٨/ ١٦٨، وأبو داود ٣/ ٢٢٢ - ٢٢٣ وقال رواه غير واحد عنها موقوفًا على عائشة، ومالك في الموطأ ٢/ ٤٧٧، وابن حبان. انظر موارد الظمآن ص ٢٨٨، والبيهقي ١٠/ ٤٨ وقد عزاه الحافظ لمن تقدم.
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة موقوفًا، ورواه الشافعي من حديث عطاء أيضًا موقوفًا. التلخيص ٤/ ١٨٤ - ١٨٥.
درجة الحديث: صحح الدارقطني وقفه كما قال الحافظ في التلخيص.
(٤) انظر المدونة ٢/ ٢٨ - ٢٩.

1 / 370