المبحث الثالث خلاصة القول بشأن بيع الميتة استبان لنا مما سبق من حديث عن بيع الميتة، أو بيع أجزائها ما يأتي: ١- حرمة بيع الميتة، وأن هذا محل اتفاق بين الفقهاء، وذلك تأسيسًا على نجاسة عينها، وقد ترتب على هذا حرمة ثمنها والانتفاع بها، حيث إن الميتة تأباها النفوس السليمة وتستقذرها، فضلًا عما أثبته الطب الحديث من أن الميتة تعتبر موضعًا لاحتواء الميكروبات والمواد الضارة فهي مضرة بالصحة لاحتباس الدم فيها، وتزاحم الميكروبات عليها. وقد ثبتت حرمة الميتة بالنص الصريح حيث قال سبحانه: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ﴾ ١ وقد ذكر الإجماع على تحريمها معظم العلماء كالماوردي٢، والمقدسي٣، والبهوتي٤ وغيرهم٥.

١ سورة المائدة: الآية ٣. ٢ هو علي بن محمد بن حبيب أبو الحسن الماوردي، الفقيه الشافعي، ولد عام ٣٦٤؟، من مصنفاته الحاوي، وأدب الدنيا والدين والأحكام السلطانية. توفي ﵀ عام ٤٥٠؟. راجع: طبقات الفقهاء للشيرازي ١٣١، سير أعلام النبلاء لمحمد بن أحمد الذهبي ١٨/٦٤. ٣ هو شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي، ولد عام ٥٤١؟ بجماعيل، من مصنفاته المغني والكافي والمقنع. توفي ﵀ عام ٦٢٠؟. راجع: البداية والنهاية لابن كثير ١٣/٩٩-١٠١، سير أعلام النبلاء لمحمد بن أحمد الذهبي ٢٢/١٦٥-١٧٣. ٤ هو الشيخ منصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن أحمد بن علي بن إدريس البهوتي، المصري، شيخ الحنابلة بمصر، من مصنفاته شرح الإقناع وشرح على منتهى الإرادات وحاشية على الإقناع توفي ﵀ عام ١٠٥١؟ بمصر. راجع: النعت الأكمل لكمال الدين محمد الغزي صفحة ٢١٠، عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ٢/٣٢٣. ٥ راجع: الحاوي الكبير ٥/٨٣، والكافي لابن قدامه ٢/٧، والروض المربع ٢/٢٤٠.