Principles of Philosophy
ديكارت مبادئ الفلسفة
Publisher
دار الثقافة للنشر والتوزيع
Edition Number
-
Genres
١ قارن قول ديكارت: "وأضفت إلى ذلك أنه بما أنني قد عرفت بعض الكمالات التي ليس لي شيء منها، فإنني لست الكائن الوحيد الذي في الوجود. بل يجب بالضرورة أن يكون هناك كائن آخر أكثر كمالا، أنا تابع له، ومن لدنه حصلت على كل ما هو لي؛ لأنني لو كنت وحيدا ومستقلا عن كل ما هو غيري بحيث كان لي من نفسي كل هذا القليل الذي شارك الذات الكاملة فيه، لكن أستطيع أن أحصل من نفسي للسبب عينه على كل ما هو فوق ذلك مما أعرفه ينقضي، وبذلك أكون أنا نفسي غير متناهٍ وأزليا أبديا وغير متغير، وعالما بكل شيء، وقادرا على كل شيء. وقصارى القول: أن تكون لي كل الكمالات التي أستطيع أن ألحظ أنها الله". ""مقال عن المنهج" القسم الرابع، ترجمة الأستاذ محمود الخضيري، القاهرة ١٩٣٠ ص٦٠، ٦١". ٢ يقول ديكارت في التأمل الثالث: "إن من الأمور الواضحة البينة للغاية عند كل من يمعنون النظر في طبيعة الزمان، أن حفظ جوهر ما في كل لحظات مدته، يحتاج إلى عين القدرة وإلى عين الفعل اللازمتين لأحداثه أو لخلقه من جديد، إذا لم يكن بعد موجزا" ""التأملات" ترجمتنا العربية، الطبعة الثانية ١٩٥٦، ص١١٥". وواضح هنا أن ديكارت يتصور الزمان منفصلا ومنقسما في الواقع، وإذا كان الأمر كذلك فالقدرة اللازمة لإبقائنا لا بد أن تكون مكافئة للقوة اللازمة لخلقنا في أي برهة من الزمن، ولا شيء يمكن أن يدوم إلا بخلق متجدد. ومن المعلوم أن "برجسون" سينقد هذا التصور للزمان، ويرى أن "الديمومة" هي الزمان الحي، فهي لا تقبل التجزئة، وما "اللحظات" إلا تجريدات ميتة لا حياة فيها "برجسون: "المعطيات المباشرة للوعي"".
1 / 65