الخطبة الثالثة عشرة: المفاوضات وطلب المعجزات
أيها الإخوة عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى ﷺ، وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن أسلوب جديد من أساليب الصد عن دين الله؛ ألا وهو:
المفاوضات وطلب المعجزات.
عباد الله! رسولنا ﷺ في مكة يدعو الناس سرًا وجهرًا، ليلًا ونهارًا إلى (لا إله إلا الله) وإلى عبادة الله، ويحذرهم من الشرك بالله ومن عبادة الأوثان، وكفار مكة يتنقلون من أسلوب إلى أسلوب ليصدوا الناس عن هذا الدين الجديد، ويصدوا رسول الله ﷺ عن دعوته الجديدة، ومع ذلك الناس يدخلون في دين الله ويتبعون رسول الله ﷺ.
عباد الله! وبعد أن فشل كفار مكة في صد الناس عن دين الله بأساليب الاضطهاد والتعذيب، انتقلوا إلى أسلوب جديد ألا وهو أسلوب الترغيب والترهيب والمفاوضات وطلب المعجزات.
أولًا: أرسلوا رسلهم إلى رسول الله ﷺ ليتفاهموا معه، لعلهم أن يصلوا معه ولو إلى ما يسمى في لغة العصر بأنصاف الحلول. فهذا في ظنهم خيرٌ لهم من استمراره ﷺ في الدعوة إلى الدين الجديد.
عباد الله! أرسل كفار مكة عتبة بن ربيعة ليعرض على رسول الله ﷺ ما قد رآه حلًا للمشكلة، فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من المكان في النسب، وقد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم فاسمع مني أعرض عليك أمورًا لعلك تقبل بعضها: