Orientalists and Missionaries in the Arab and Islamic World
المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي
Publisher
دار الوعي العربي
Genres
الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ . ثم يربط بين هذه الآية وما جاء في الإنجيل من القول: (لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله مسوقين بالروح القدس) .
(٢ بطرس ١: ٢١) .
ويسترسل المبشر في تأكيد حلول الروح القدس على المسيح بقوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا﴾ (١١٠: المائدة) . ﴿وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾، ثم يتغاضى عن قوله تعالى بعد ذلك: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾، (البقرة ٨٧) . ويربط بين هذه الآية وبين جاء ما جاء بالإنجيل: (أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئًا من الروح القدس) . (لوقا ٤: ١)
رواسب التبشير والاستشراق:
هذه الحقائق سالفة الذكر مريرة، لكنها كانت رواسب للتبشير والاستشراق، بل توجيه سافر من الاستعمار الذي ظل منذ سنة ١٨٨٢ وهو يهدف إلى شل القيم الدينية الإسلامية، وإلى الازدراء باللغة العربية بصورة إيجابية، وذلك بتقويم العلم الأوربي، وتمجيد الحضارة الأوربية، والاستمساك بأهداب المدنية الغربية. ولقد نجحوا إلى حد ما في هذا، إذ خلقوا لفترة السبعين سنة خلت أجيالًا متعاقبة لا تفقه من الإسلام شيئًا، ولا تحفظ من القرآن إلا آيات معدودات، ولهذا كان من اليسير غزوهم وبلبة أفكارهم.
ويقول الدكتور محمد البهي وزير الأوقاف السابق ما نصه:
"وكان المبشرون والمستشرقون آمنين في عملهم، إذ أيقنوا أن المؤسسات الإسلامية على تعددها وتنوعها لم تعرف للآن وضعيه
1 / 64