204

Omar's Rhetoric

البلاغة العمرية

Publisher

مبرة الآل والأصحاب

Edition Number

الأولى

Publication Year

٢٠١٤ م

Genres

﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾، وَاللَّهُ مُظْهِرٌ دِينَهُ، وَمُعِزٌّ نَاصِرَهُ، وَمُوَلٍّ أَهْلَهُ مَوَارِيثَ الأُمَمِ، أَيْنَ عِبَادُ اللَّهِ الصَّالِحُونَ؟». فَكَانَ أَوَّلَ مُنْتَدَبٍ أَبُو عُبَيْدِ بْنُ مَسْعُودٍ (١)، ثُمَّ ثَنَّى سَعْدُ بنُ عُبَيْدٍ (٢) - أو سُلَيْطُ بْنُ قَيْسٍ (٣) - فَلَمَّا اجْتَمَعَ ذَلِكَ الْبَعْثُ، قِيلَ لِعُمَرَ: أَمِّرْ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ السَّابِقِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ قَالَ: «لا وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ، إِنَّ اللهَ إِنَّمَا رَفَعَكُمْ بِسَبْقِكُمْ وَسُرْعَتِكُمْ إِلَى الْعَدُوِّ، فإذا جبنتم وكرهتم اللقاء، فأولى بالرئاسة مِنْكُمْ مَنْ سَبَقَ إِلَى الدَّفْعِ، وَأَجَابَ إِلَى الدُّعَاءِ! وَاللهِ لا أُؤَمِّرُ عَلَيْهِمْ إِلا أَوَّلَهُمُ انْتِدَابًا» (٤).

(١) أَبُو عُبَيْد بْن مسعود بْن عمرو الثقفي، والد المختار وصفية زَوْجَة ابن عُمَر. أسلم في عهد النبي ﷺ، واستعمله عُمَر وسيره على جيشٍ كثيفٍ إلى العراق، وإليه يُنْسَب جسر أبي عُبَيْد، وكانت الوقعة عند هذا الجسر كما ذكرنا، وقُتل يومئذ أَبُو عبيد، والجسر بين القادسية والحيرة، ولم يذكره أحد في الصحابة إلا ابن عبد البر، ولا يَبْعُدُ أن يكون له رؤية وإسلام. (تاريخ الإسلام: ٢/ ٨٠). (٢) سعد بْن عُبَيْد بْن النُّعْمَان، أَبُو زيد الأنصاري الأوسي، أحد القراء الذين حفظوا القرآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله ﷺ، اسْتُشْهِدَ بوقعة القادسية، وقيل: إنه والد عمير بْن سعد الزاهد أمير حمص لعمر. شهِدَ سَعْد بدرًا وغيرها، وكان يقال له: سعد القارئ. وذكر محمد بْن سعد أنّ القادسية سنة ست عشرة، وأنه قُتِل بها وله أربعٌ وستون سنة. ونقلوا عنه أنه خطب الناس بالقادسية فقال: إنا لاقو العدو غدًا، وإنا مستشهدون غدًا، فلا تغسلوا عنا دمًا ولا نُكَفَّن إلا في ثوبٍ كان علينا. (تاريخ الإسلام: ٢/ ٨٨). (٣) سليط بن قيس النجاري الأنصاري، شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد، وكان من الشجعان والمبادرين إلى البراز، استشهد يوم الجسر مع أبي عبيد بن مسعود الثقفي في خلافة عمر. (مشاهير علماء الأمصار: ص٢٤ والاستيعاب: ٢/ ٦٤٦). (٤) رواه الطبري في تاريخه: ٣/ ٤٤٥ وابن الجوزي في المنتظم في التاريخ: ٤/ ١٤٥.

1 / 210