نواة المكتبة
نواة المكتبة
Genres
فيندم ويوجل، فربما عجل المرء على نفسه بإخراجِ كتابٍ عن يده ثم رامَه فتعذَّر عليه مرامه، وابتغَى إليه وُصولًا، فلم يجد إليه سبيلًا؛ فأتعبه ذلك وأنصبه وأقلقَهُ طويلًا وأرقه، كالذي حُكي عن بعض العلماء، قال: بِعْتُ في بعض الأيام كِتابًا ظننتُ أني لا أحتاجُ إليه، فلمَّا كان ذاتَ يوم هَجَس في صدري شيءٌ كان في ذلك الكتاب، فطلبته في جميع كتبي فلم أجده، فاعتمدتُ أنْ أسألَ عنه عالمًا عند الصباح، فما زلت قائمًا على رجلي إلى الصباح، قيل: فهَلَّا قعدتَ؟ قال: لِطول أرقي وشدة قلقي. (١)
قال ابن حزم: من اقتصر على علم واحد لم يطلع غيره، أوشك أن يكون ضحكة، وكان ماخفي عليه من علمه الذي اقتصر عليه أكثر مما أدرك منه؛ لتعلق العلوم بعضها ببعض. (٢)
٥. لن يخلو كتاب من فائدة، وزيادة علم، وقد أخطأ من ذم الإكثار من الكتب. (٣)
(١) «تقييد العلم» لابن نقطة (ص ١٣٦). (٢) بتصرف من «رسائل ابن حزم» (٤/ ٧٧، ٨١)، وانظر نحوه في «أدب الدنيا والدين» للماوردي (ص ٧١)، و«صيد الخاطر» لابن الجوزي (ص ٢٧١). (٣) «رسائل ابن حزم» (٤/ ٧٧)، «تقييد العلم» لابن نقطة (ص ١٣٦)، «صيد الخاطر» لابن الجوزي (ص)
1 / 8