ثم جاء بعضُ مَنْ تأخر عن الخطيب، فأَخذ مِن هذا العلم بنصيبٍ:
٥ - فَجَمع القاضي عياض (^١) كتابًا لطيفًا سَمَّاهُ: "الإلماع" (^٢).
_________
(^١) هو عياض بن موسى بن عياض اليحصبيّ السَّبْتِيّ، ٤٧٦ - ٥٤٤ هـ.
(^٢) هو: "الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع". وقد نشرتْه دار التراث بالقاهرة، والمكتبة العتيقة بتونس، الطبعة الأولى ١٣٨٩ هـ- ١٩٧٠ م، بتحقيق السيد أحمد صقر. وهو مِن أنفس الكتب في بابه، يُعَدُّ متخصصًا في هذا الموضوع، وهو الذي أَخذَ فكرتَهُ ومادتَهُ د. أسد رستم -مع أنه ليس مُحدِّثًا، بل ليس مسلمًا- في كتابه: «مصطلح التاريخ»، وهو كتابٌ قد أشاد فيه بمنهج المحدثين، وبمنهج القاضي عياض وما أورده في هذه الرسالة اللطيفة عن أصول الضبط والنقد.
وقد نقل ابن الصلاح في مقدمته كثيرًا مما عَرَض له القاضي عياض، وهذه معلوماتٌ لا يستغني عنها طالب العلم بعامّة، وطالب الحديث بخاصة، ولا سيما في كتابة البحوث العلمية، سواءٌ كان البحثُ تحقيقًا أو دراسةً.
1 / 44