Nuzhat Majalis
نزهة المجالس ومنتخب النفائس
Publisher
المطبعه الكاستلية
Publisher Location
مصر
وإنا إليه راجعون.. الثالثة عن النبي ﷺ قال إن المسلم إذا خرج
من بيته يعود أخاه المسلم خاض في الرحمة إلى حقوبه، فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة وعمت المريض وكان المريض في ظل عرشه والعائد في ظل قدسه وقال ﷺ ما من مؤمن يعود مسلم إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له قصرا في الجنة رواه الترمذي في حديث آخر من توضأ فأحسن الوضوء وعاد أخاه المسلم محتسبا يبعد من جهنم سبعين خريفا رواه أبو داود وقال ﷺ من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس فإذا جلس غمسه فيها رواه أحمد.. الرحمة الحريف هو السنة وذكر الخريف لأنه لا يأتي يوم إلا والذي بعده شر منه فكذلك جهنم لا يمضي يوم على أهلها إلا والذي بعده شر منه كذلك الجنة لا يمضي يوم على أهلها إلا بعده أفخر منه وقال ﷺ من زار أخاه المؤمن خاض في الرحمة ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع رواه الطبراني وقال ﷺ من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له ولم يزل يخوض في الرحمة حتى يفرغ فإذا فرغ كتب له حجة وعمرة رواه الطبراني وقال عودوا مرضاكم وأمروهم أن يدعوا لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور رواه الطبراني وسيأتي أن النبي ﷺ قال إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.. الخامسة في شرح المهذب عيادة المريض سنة مؤكدة ويستحب أن يعم بعيادته الصديق والعدو ومن يعرفه ومن لا يعرفه حتى الكافر يجوز للمسلم أن يعوده فقد كان غلام يهودي يخدم النبي ﷺ فمرض فجاءه النبي ﷺ فقعد عند رأسه فقال له أسلم فنظر الغلام إلى أبيه فقال أطع أبا القاسم فأسلم فخرج النبي ﷺ وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار وكان اسم الغلام عبد القدوس قال زيد بن أرقم ﵁ عادني رسول الله ﷺ من وجع كان بعينه رواه أبو داود بإسناد صحيح وسيأتي أن المريض ضيف الله ﷿ في الخبر يوصل الله ملكا يأخذ لذة الطعام وملكا يأخذ لذة الشراب وملكا يأخذ لذة النوم فإذا عافاه الله عاد كل ملك بما أخذ إلا ملك الذنوب فيقول يا رب أعيدها إليه فيقول لا بل ألقها في البحر نظيره إذا أراد العبد أن يدخل المسجد تقول الملائكة أنه ملطخ بالنجاسة فيردونه فيقول الله تعالى كيف وقصدني عبدي ولكن خذوا عنه ذنوبه حتى يدخل طاهرا فإذا خرج قالت الملائكة أنردها فيقول الله شيء رفعناه عنه لا نعيده إليه وقال النبي ﷺ المريض إذا برئ من مرضه كالبردة تنزل في صفائها ولونها من السماء.. السادسة عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال يا أبا هريرة ألا أخبرك بأمر هو حق من تكلم به أول مضجعه من مرضه نجاه الله من النار يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير حي لا يموت وسبحان الله رب العباد والبلاد والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على كل
1 / 71