318

Nuzhat al-anām fī maḥāsin al-Shām - al-juzʾ 1

نزهة الأنام في محاسن الشام‏ - الجزء1

Genres

والنظار، فازالوا منها العين ولم يبق سوى الآثار. فكم من مدرسة اندرست بعد الصلاة والتراويح، وأمست في ظلمة بعد تلك المصابيح. وهي تقول أصبحت حاصلا، بعد ما كان ايواني بالقراء عامرا آهلا، وهذه تقول أضحيت مربطا للبهائم، بعد ما كنت معبدا للقائم والصائم. وهذه تقول اتخذوني مسكنا، وهذه تقول جعلوني متبنا. وهذه تقول هدوني، واخذوا سقفى وكشفونى. وهذه تقول اخربوا جدارى. وباعوا الباب، وجعلوني مأوى للكلاب. والاوقاف تستغيث الى المولى المغيث. فيقال لهم اسمعوا كلام الرحمن في محكم القرآن «ان الينا إيابهم، ثم إن علينا حسابهم»

فيا شوقاه لحسن (الجركسية) وحلاوة (الركنية) ويا لهفاه على (جامع الافرم) و(الناصرية). تغيرت تلك المعاهد، وغلقت أبواب تلك المساجد والمعابد. انا لله وانا اليه راجعون. ان هذا لهو البلاء الجسيم، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

Page 321