ومحرق أيضا في غير هذا الموضع [هو] عمرو بن هند سمي بذلك لأنه محرق مدينة عند اليمامة، وقيل لأنه حرق مائة من بني تميم، قال: والحارث الأكبر يكني أبا شمر ثم ملك بعده الحارث ابن أبي شمر، وهو الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر وأمه مارية ذات القرطين، وفي هذه الجملة التي ذكر ابن قتيبة خلاف، [قال]: وكان خير ملوكهم وأيمنهم طائرا وأشدهم مكيدة، وكان غزا خيبر، وسبي أهلها ثم أعتقهم بعدما قدم الشام، وكان [توجه] إليه المنذر بن ماء السماء في مائة ألف رجل، وأظهر أنه بعث بهم لمصالحته فأحاطوا برواقه فقتلوه، وقتلوا من معه في الرواق وحملت خير الغسانيين على عسكر المنذر فهزموهم [فذلك يوم حليمة الذي ذكره النابغة الذبياني في القصيدة التي يمدح بها عمرو بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر:
تورثن من أزمان يوم حليمة ... إلى اليوم قد جربن كل التجارب
تقد السلوقي المضاعف نسجه ... وتوقدن بالصفاح نار الحباحب
وكانت حليمة بنت الحارث فأمرها أن تطيبهم وهو يصف السيوف بأنها تقطع الدروع المضاعفة، وكل شيء حتى تصل إلى الأرض فتقدح النار في الحجارة. وقد قيل في يوم حليمة غير هذا. ومن أمثالهم: ((ما يوم حليمة بسر، يضرب في الرجل النبيه الذكر الرفيع القدر.
Page 134