176

Nuzhat Absar

نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار

Publisher

دار العباد

Publisher Location

بيروت

Genres

فلم يحصل منه على ما أراد إلا ما أجازة به من مال، ورجع إلى مكة المشرفة، وأقام بها سنتين، ثم توجه إلى الديار الرومية قاصدًا السلطان مراد خان وذلك سنة ١٠٤١م، فوفد إليه بالقسطنطينة، ومدحه بقصيدة سأله فيها توليته مكة المشرفة، ومطلع القصيدة قوله: ألا هبي فقد بكر الندامى ... ومج المرج من ظلم الندى ما وهيمنت القبول فضاع نشرٌ ... روى من شيخ نجد والخزامى وقد وضعت عذارى المزن طفلا ... بمهد الروض تغذوه النعامى فكم خفر الفوارس في وطيس ... فتى منا وما خفر الذماما وكم يوم ضربنا الخيل فيه ... على أعقابها خلفًا أماما فنحن بنو الفواطم من قريش ... وقادت الهواشم لا هشاما برانا الله للدنيا سناءً ... وللأخرى إذا قامت سناما وخص بفضله من أم منا ... مليكًا كان سابورًا هماما فتى الهيجا مراد الحق من لم ... يخف من فضل خالقه ملاما محش الحرب إن طارت شعاعًا ... نفوس عندها قل المحامى وغيث قطره ورق وتبر ... يجود إذا شكى المحل الركاما فيثني سيبه جدبًا وشيكًا ... ويثني سيفه موتًا زؤما وفي شفتيه آجال ورزق ... بها أمر الصواعق والسجاما يقود له الملوك الصيد جيشًا ... فيمنحه الخوامع والرجاما وإن وفدوه أغناهم وأقنى ... وأجلسهم على العليا مقاما مليك الأرض والأملاك طرًا ... وحاوي ملكها يمنًا وشاما ومجرٍ من دم الأعداء بحرًا ... ولا قودًا يخاف ولا أثاما يبيت مراعيًا أمر الرعايا ... إذا باتت ملوكهم نياما تسنم غارب الدنيا فألقى ... إليه جموحها طوعًا زماما إذا شملت عنايته لئيمًا ... فقد شملت مكارمه الكراما تعاظم قدره عن وصف شعر .. كذا مرماه يسمو أن يراما ويكبر أن يدانيه عنيد ... فيرميه ويعظم أن يراما ترفع كمه عن لثم ملكٍ ... وتلثمه الضعائف واليتامى وينطق عنده شاك ضعيف ... ولا يسطيع جبار سلاما له يد ماجد لم تله يومًا ... بغانية ولا ضمت مداما أغر سميدع ضخم المساعي ... له رأي يرد به السهاما ويخدم قبرطه بالمواضي ... ودين الله والبيت الحراما فيا ملك الملوك ولا أبالي ... ولا غدرًا أسواق ولا احتشاما إذا ما قست لم أنزلك فيهم ... بمنزلة الرجال من الأيامى إلى جدواك كلفنا المطايا ... دومًا لا نفارقها دواما وجبنا يا ابن عثمان الموامي ... إلى أن صرن من هزل هيامى وذقنا الشهد في معنى الترجي ... وقلنا الصبر من جوع طعاما صلينا من شموس القيظ نارًا ... تكون بنورك العالي سلاما وخضنا البحر من ثلج إلى أن ... حسبناه على البيدا أكاما نؤم رحابك الفيح اشتياقًا ... ونأمل منك آمالا جساما ومن قصد الأمير غدا أميرًا ... على مافي يديه ولن يضاما وحاشا بحرك الفياض أنا ... نردُّ بغلة عنه حياما وقد نزل ابن ذي يزن طريدًا ... إلى كسرى فأنزله شماما أتى فردًا فعاد يجر جيشًا ... كسا الآكام خليلًا والرغاما به استبقى جميل الذكر دهرًا ... وأنت أجل من كسرى مقاما وسيف في العلى دوني وإني ... عصاميٌ وأسموه عظاما بفاطمةٍ ونجليها وطه ... وحيدرة الذي فاق الأناما عليهم رحمة تهدي سلاما ... يكون لنشرها مسكًا ختاما ولا بدع إذا وافاك عافٍ ... فعاد يقود ذا لجب لهاما فخذ بيدي وسنِّمني محلا ... بقربي منك فيه لن أسامي وهب لي منصبي لتنال أجري ... وشكري ما بقيت له لزاما فيقال: إنه إجابه السلطان المذكور، ووعده بذلك، ولكن اختر منه المنية قبل نيل الأمنية، فلم يعد إلى مكة المشرفة، وتوفي في تلك السنه، أو التي تليها ﵀. تم الاختيار من شعر أحمد بن مسعود الشريف، وأخباره، ويليه الاختيار من شعر السيد عماد الدين بن بركات بن أبي نمى الحسيني. شعر ابن بركات الشريف

1 / 176