85

Nuṣrat al-qawlayn liʾl-Imām al-Shāfiʿī

نصرة القولين للإمام الشافعي

Editor

مازن سعد الزبيبي

Publisher

دار البيروتي

Publication Year

1430 AH

Publisher Location

دمشق

تراه منع أنْ يُسمَّى مؤمناً مع تقرير اسم الإسلام.

* الوجه الثَّاني: أن يكون أراد به كامل الإيمان لا الخروج عن الملَّة، والانتقال عن جملة الإيمان كما قال: ((لا فتى إلاَّ عليٌّ، ولا سيف إلاَّ ذو الفقَار))(١)، إذِ الإيمان بضعٌ وستُّون درجة، بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: ((الإيمان بضعٌ وستُّون شُعْبة، أو بضْعٌ وسبعون شُعْبة، أفضلها قول لا إله إلاّ الله، وأدْناها إماطة(٢) الأذى عن الطّريق، والحياء شُعْبةٌ من الإيمان))(١). قال: ومعلوم

فسكتُّ قليلاً، ثمَّ غلبني ما أعلم فيه، فقلت يا رسول الله: مالك عن فلان، والله إنّ لأراه مؤمناً. قال: أو مسلماً، إنّ لأعطي الرَّجل وغيرُهُ أحبّ إليّ منه خشية أنْ يُكبَّ في النَّار على وجهه]. وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان ٣٥٧/٢، باب / ٦٨/ تألَّف قلب من يُخَاف على إيمانه لضعفه والنهي عن القطع بالإيمان من غير دليل قاطع، وقال النووي في شرحه: (وأمَّا قوله ﷺ: أو مسلماً، فليس فيه إنكار كونه مؤمناً، بل معناه النهي عن القطع بالإيمان، وأنَّ لفظة الإسلام أولى به، فإنَّ الإسلام معلومٌ بحكم الظاهر، والإيمان فباطن لا يعلمه إلَّ الله تعالى. وقد زعم صاحب التحرير أنَّ في هذا الحديث إشارة إلى أنَّ الرجل لم يكن مؤمناً، وليس كما زعم، بل فيه إشارة إلى إيمانه، فإنَّ النبيَّ ﷺ قال في جواب سعد: (إنِّي لأعطي الرجل وغيره أحبُّ إليَّ منه)، معناه أعطي من أخاف عليه لضعف إيمانه أن يكفر، وأدع غيره ممن أحبُّ إليَّ منه لما أعلمه من طمأنينة قلبه وصلابة إيمانه)) انظر ج٢٥٨/٢. وأخرجه النّسائي (في ك٤٧ ب ٧ حديث رقم ٥٠٠٧).

(١) حديث لا يصح، ذكره ابن الجوزي في كتابه (الموضوعات ٣٨٢/١)، ونصّه ((لا سيف إلّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ بن أبي طالب)). قال ابن عدي: والمتهم فيه عيسى بن مِهْران حدّث بأحاديث موضوعة وهو متحرف في الرّفض. وروي عن يحيى بن سلمة قال يحيى بن مَعِيْن: ليس بشيء، وقال النّسائي: متروك الحديث. وروي من حديث عمار ابن أخت سفيان، قال الدار قطني: عمّار متروك.

(٢) في / خ / إماتة. انظر المصباح المنير ٢/ ٥٨٧، مادة (ماط) قوله: ومنه (إماطَةٌ) الأذى عن الطريق، وهي التنحية لأنَّها إبعاد، وانظر المعجم الوسيط ٢/ ٨٩٤.

84