78

Nuṣrat al-qawlayn liʾl-Imām al-Shāfiʿī

نصرة القولين للإمام الشافعي

Editor

مازن سعد الزبيبي

Publisher

دار البيروتي

Publication Year

1430 AH

Publisher Location

دمشق

الآية (١)، فأخبر تعالى أنَّه لا يعمُّ الجميع بعذاب الدُّنيا كما عمَّ الماضين وفيهم المؤمنون ، ولكن يعذّب النَّضر بن الحارث دون غيره ، فيكون أوَّل الآية على العموم وآخرها على الخصوص(٢).

وقد يحتمل أن يكون أوَّل الآية في عذاب الدُّنْيا فلا يعمَّهم بالعقوبة وهم يستغفرون، وآخر الآية في عذاب الآخرة إذا امتاز (٣) الفريقان ولم يكن فيهم مستغفر.

والله أعلم بما أراد ، وإنَّما ذكرنا في هذا الباب ليسْتَذْكر بِهِ العالِمُ ويمتثل (٤) به المتعلّمُ؛ إذِ الغرضُ غيره.

(١) قال الله تعالى في سورة الأنفال ٣٢/٨: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (سورة الأنفال: ٣٢). انظر (تفسير القرطبي ٣٩٨/٧).

(٢) معنى العموم إذا اقتضاه اللفظ، ترك التفصيل إلى الإجمال، ويختلف العموم بحسب المقامات وما يضاف إليها من قرائن الأحوال، والخاص: خلاف العام.

(٣) مِزْتُهُ: (مَيْزاً) من باب باع، عَزَلْتُهُ وفَصَلْتُهُ من غيره، انظر (المصباح المنير للفيُّومي / ٥٨٧/).

(٤) يعني: يتخذه مثلاً له.

77