Nuṣrat al-qawlayn liʾl-Imām al-Shāfiʿī
نصرة القولين للإمام الشافعي
Editor
مازن سعد الزبيبي
Publisher
دار البيروتي
Publication Year
1430 AH
Publisher Location
دمشق
Genres
وأمَّا قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾(١) [الأنفال: ٣٣/٨]، ثُمَّ قال: ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ ﴾(٢) الآية [الأنفال: ٣٤/٨]، يعني بالأول : وما كان الله معذّبهم على العموم بالهلاك في الدُّنيا وفيهم من يستغفر، كما عمَّ الماضين بالعقوبة وفيهم المؤمنون، فعقوبة(٣) الدُّنيا إذا جاءت من الخسف(٤) والتَّدمير عمَّ الجميع، ثمَّ يحشرون علی نیَّاتهم(٥).
وأمَّا قوله تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ ... ﴾ الآية نزلت في النَّضر بن الحارث(٦)، حيث قال: ﴿اَللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا﴾ ...
(١) قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (سورة الأنفال: ٣٣).
(٢) قال الله تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهَ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (سورة الأنفال: ٣٤)
(٣) في / خ / فاعقوبة.
(٣) خَسَفَت الأرضُ: غارت بما عليها، انظر (المعجم الوسيط ٢٣٤/١).
(٥) كما روي عن عمر بن الخطّاب قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ((إنَّما الأعمالُ بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امْريٍ ما نوى)) الحديث أخرجه البخاري في (كتاب بدء الوحي انظر فتح الباري ج ١/ ١٢ وكتاب الأيمان ١٧٨/١)، وغيره، وقال مجاهد في قوله:﴿ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ : عَلِمَ أنَّ في أصلابهم من سَيَسْتَغْفِر، انظر (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص ٥٠) و(أخرجه مسلم في كتاب الفتن باب الخسف بالجيش الّذي يؤم البيت ج٢١٣/١٨ رقم ٧١٦٩).
(٦) النَّضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد المناف (ت ٢ هـ) ،قتل يوم بدر كافراً، قتله علي بن أبي طالب بأمر من الرّسول ﷺ، له اطّلاع على كتب الفرس وغيرهم، وقيل هو أوَّل من غنَّى على العود بألحان الفرس، وهو ابن خالة النبي ﷺ، انظر (تهذيب الأسماء واللغات للنَّووي ١٢٦/٢ ترجمة رقم / ١٩٢ ، والأعلام للزركلي ٣٣/٨). ونقل القرطبي في تفسيره ٣٩٨/٧ عن أنس بن مالك قال: ((قائله أبو جهل)).
76