Nuṣrat al-qawlayn liʾl-Imām al-Shāfiʿī
نصرة القولين للإمام الشافعي
Editor
مازن سعد الزبيبي
Publisher
دار البيروتي
Publication Year
1430 AH
Publisher Location
دمشق
Genres
رَبِّ أَيُّ خَلْقِكَ أَعْلَمُ؟ قَالَ العالمُ يُبْتَغَى إلى عِلْمِهِ، قالَ: يَا رَبِّ وَهَلْ خَلَقْتَ أَعْلَمَ مِنِّي؟! قالَ وَذَلِكَ حينَ يقولُ اللهُ تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ ، فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَىْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَىْءٍ﴾ ... الآيةِ(١) [الأعراف: ١٤٥/٧]، فقالَ اللهُ تعالى- وَأَمَرَ موسى أَنْ يَبْتَغِي العِلْمَ - فَقَالَ: يا موسى إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ العِلْمَ حتَّى تَأْتِيَ صَخْرَةً عِنْدَها يحيى كلُّ مَيِّتٍ، فَأَتَيَا تِلْكَ الصَّخْرَةَ وَلَمْ يَعْرِفَاهَا، فَرَقَدَ موسى عليه السلام، وَقَامَ فَتَاهُ يُوشَعِ يُصلِّيّ؛ وَقَدْ بَقِيَ مِنْ زَادِهِمَا حُوتٌ قَدْ أَكَلا مِنْهُ حتَّى دَخَلَ البَحْرَ، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ فَتَى مُوسى! فَاسْتَيْقَظَ موسى، فَسارا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ قَال موسى لِفَتَاهُ: ﴿ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا(٦٢) قَالَ أَرَءَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى الصَّخْرَةِ ... الآية إلى قوله ... قَصَصًا﴾(٢) [الكهف: ١٨ /٦٢ -٦٤]، فَوَجَدَاهُ جَالِسَاً مُقَنَّعَاً(٣) رَأْسُهُ فَسَلَّمَا عَلَيْهِ فَرَفَعَ ثَوْبَهُ عَنْ بَعْضٍ وَجْهِهِ، فَقَالَ لَّهُ موسى: ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشِدًا .... الآيات .... ﴾ [الكهف: ٦٦/١٨ وما بعدها]، هَذِهِ الآياتُ كُلُّهَا حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ(٤).
قال أبو العبّاس: فصحَّ ما تلونا وروينا أنَّ ما كان عليه موسی وخضر
(١) قال الله تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةٌ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأُمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ (الأعراف: ١٤٥)
(٢) قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَّقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً (٦٢) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِّ نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً(٦٣) ) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدًّا عَلَى آثَارِ هِمَا قَصَصاً (٦٤) ﴾.
(٣) القِناع: ما تغطّي به المرأة رأسها، والمُقَنَّع: المغطّى رأسه. انظر ( لسان العرب لابن منظور ٤٢ / ٣٧٥٥).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب التفسير ١٨ باب ٢ رقم/ ٤٧٢٥/ كاملاً، وابن القاص اقتبس منه، انظر (فتح الباري ج٨ ص ٥٢١ وما بعدها).
104