وعنه أيضا: الحمد لله المستولي على حقائق الحمد، وفضائل المجد، والمستغني عن غناء أهل الأرض وأهل السماء.
قال أبو بكر أحمد بن النظر العماني -رحمه الله-:
وقال وجوه ناظرات لعطفه ... ورحمته يوم التغابن والندم
قال بعض المسلمين: إن التوبة يبسطها الله لعباده، رحمة منه لهم، وعاطفة منه عليهم.
مسألة:
محمد بن الحسن وسألته عمن يقول: باسم الله، خير الأسماء.
قال: إن كان معنى قوله: إن لله اسما هو غيره. فذلك لا يجوز.
ويجوز أن يقال لله: بصره في الخلق نافذ، وعلمه بهم محيط.
ويقال: إن الله بيننا وبينكم بروحه.
ويجوز أن يقال: القاهر فوق عباده بعزته.
ويقال: أنشأ الله الخلق بحكمته، وأمضى الأمور بمشيئته.
ويقال: جعلك الله في حرزه وستره، وعاد عليك بفضله ومنه.
ويقال لله: عدل في قضائه، متفضل في عدله. له أحسن الأسماء، وأشرف المدح.
ويقال: الأمر لله، ثم لك.
مسألة:
ومن خطبة الإمام إبراهيم بن عبدالله الحضرمي -رحمه الله-: فإنا لله الواحد المستعان. ومنها الظاهر والباطن، والنائي المتداني. ومنها: يا ألله يا غياث المستغيثين، ويا مدرك المستدركين. ويا غياث من لا غياث له.
مسألة:
ولا يجوز أن يقال: إن الله خلق أرزاق العباد، قبل أن يخلقهم.
وجائز أن يقال: علمها قبل أن يخلقهم.
ويوصف الله تعالى، بأنه لم يزل متكلما.
وقيل: لا يجوز. ولكن يقال: لم يزل الله، وهو المتكلم.
ولا يجوز أن يقال: الله فوق كل شيء- على الحقيقة؛ لأن ما وصف أنه فوقن إنما وصف، أنه في مكان مرتفع. وهذه حقيقة هذه الصفة، في اللغة.
فإن وجدنا ذلك، في صفة الله، فإنما هو مجاز.وقوله تعالى: { وهو القاهر فوق عباده } أراد أنه القادر المستولي على العباد، والمستعلي عليهم. فجعل قوله: "فوق" بدل قوله: مستعلي- في مجاز الكلام والتوسع.
Page 214