207

Al-Nūr li-ʿUthmān al-Aṣamm

النور لعثمان الأصم

Genres

قالوا: وأيضا دليل آخر: أن المعاني الموجودة بالذوات، من العلوم والقدر والحركات، ليست بصفات في الحقيقة. وأن الصفة: هي قول الواصف، إجماع الأمة على أن الله، إذا قال: إن الجسم عالم أسود متحرك، فقد وصفه بهذا القول.

وإذا خلق فيه العلم والقدرة والسواد والحركة، لم يكن واصفا له، عند أحد من الأمة. فيجب أن تكون الصفة هي. فما يكون الواصف لها واصفا، دون ما لا يكون كذلك. وبالله التوفيق.

الباب الثالث والثمانون والمائتان

في الدليل على أن الله تعالى لا يوصف بصفة

إلا بعد أن يعرف

ما معنى ما يتكلم به ويوصف به البارئ تعالى أو غيره

وأحكام ذلك

لا يجوز أن يوصف الموصوف بصفة، إلا بعد أن يعرف معناها، وما يريد أن يصفه بها. ألا ترى أنه لا يجوز أن يوصف زيد بأنه طويل، إلا بعد أن يعرف معنى الطول. ما هو، ويعرف زيدا.

مسألة:

عن أبي محمد-إن قال قائل: هل له صفة تعرف؟

فقال: نعم. من صفته عز وجل - التي يعرف بها: أنه واحد قادر عالم سميع بصير عاقل، لم يزل موجودا، ليس كمثله شيء. فهذه صفته- تبارك وتعالى.

وأما إن قال: هل له هيئة، أو حد أو صورة؟ فهذا فاسد. ولا يجوز أن يوصف الله بذلك.

مسألة:

قال الشيخ أبو الحسن البسياني: جائز أن يوصف الله تعالى، بما وصف به نفسه، وإن لم يعرف معنى ذلك. ولا تفسيره وأجاز الوصف لله تعالى: بأنه حسيب وحفيظ، وعلى كل شيء وكيل، بما ذكره الله تعالى وبالله التوفيق.

*********

الباب الرابع والثمانون والمائتان

فيما يجوز من الصفات حقيقة ومجازا

وما يجوز أن يوصف الله تعالى به

وما لا يجوز

قال المؤلف: وإنما كتبنا في هذا الباب، ما لم نعلقه، في متقدم الكتاب. وما كتبناه أولا، إلا وقد كفى عن إعادته، في هذا الباب.

الضياء:

وجائز أن يوصف الله تعالى: بأنه عارف بالأشياء، كما يقال إنه عالم بها، لأن العلم هو المعرفة. والعالم بالشيء، في الشاهد: هو العارف به.

قال المؤلف: ورد هذا القول- أبو سعيد، في جامع ابن جعفر.

Page 207