206

Al-Nūr li-ʿUthmān al-Aṣamm

النور لعثمان الأصم

Genres

وإذا كان وصفه لنفسه، وصفا لصفات أفعاله، نحو قوله: إني خالق رازق محسن فهذه صفات، التي هي الخلق والرزق والعدل، غير الموصوف؛ لأنها أفعال. وهي محدثات. والوصف الذي هو: قول: خالق رازق محسن مفضل، من صفات الذات، موجودة مع عدم الأفعال.

وإن كان الوصف لنفسه محدثا، فإن وصفه لنفسه، بأنه عالم، غير صفاته التي هي أفعاله؛ لأن جميع صفات الإنسان محدثة. وكلامه الذي هو وصف لنفسه محدث. وهما غيره.

مسألة:

كل وصف صفة، من حيث كان قولا وكلاما، ومكتسبا، للمتكلم المخبر عنه حكما وإن لم يجب أن يكون كل صفة وصفا؛ لأن العلم والقدرة والسواد والبياض ليست بوصف لشيء، ولا خبر عن معنى من المعاني.

وزعمت المعتزلة: أن الصفة والوصف، بمعنى واحد. هذا حق؛ لاجتماع أهل اللغة: أن الصفة هي النعت.

وذلك على أضرب: صفة خلقة لازمة، نحو أسود وأبيض، وطويل وقصير.

وصفة حرفة، نحو كاتب وحداد وبزاز.

وصفة دين، نحو مؤمن وكافر.

وصفة لنسب، نحو عربي، وعجمي وفي هذا دليل، على أن الصفات هي المعاني. ولأن قول القائل إذا قال: فلان له علم بالكتابة والفقه. وفلان له عقل حسن. وفلان له خلق قبيح. تعالى وصفه بمعان موجودة، أولاها ما صح وصفه بها.

وقول الواصف، ليس بصفة على الحقيقة إذ لا يصح أن يعلم بمعنى يوجد بغيره ولأن ما قالوه، يؤدي إلى أن يكون البارئ- تعالى فيما لم يزل بلا صفة، ولا اسم حتى أحدث الخلق، وأحدثوا له أسماء وصفات. فإذا أفتى الخلق، يبقى سبحانه بلا صفة ولا اسم - تعالى الله عن ذلك.

مسألة:

في دليل قول من قال: إن الصفة والوصف واحد. استدلوا على أن الصفة هي نفس الوصف الذي هو القول: بأن أهل العربية قالوا: إن الوصف والصفة، بمعنى واحد،وأنهما بمنزلة الوجه والجهة، والوزن والزنة، والوعد والعدة.

Page 206