129

Nur

النور لعثمان الأصم

Genres

والحياة الثانية: إحياؤهم الله للبعث.

وحجة من أنكر عذاب القبر: قوله تعالى: { قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم } .

قال: ولو كان هؤلاء الكفار أحياء في قبورهم ما قالوا: لبثنا يوما أو بعض يوم. فهذا يدل أنهم لا حياة لهم في القبر بعد الموت.

وأما الخبر الذي روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه. فهذا خبر غير موافق للكتاب، لأن الله تعالى يقول: { ولا تزر وازرة وزر أخرى } وقال: { وكلا أخذنا بذنبه } .

وأما منكر ونكير، فقد اختلف الناس فيهم وذلك غلى الله يفعل ما يشاء والله هو أعلم بذلك. وإنما يجوز لنا القول في الحكم، على ناطق الكتاب والإجماع.

فأما ما فيه الاختلاف، ولم يقع فيه حكم بنص بنصره، فقولنا فيه قول المسلمين ونحن سائلون إن شاء الله. وبالله التوفيق.

الباب الرابع والأربعون والمائة

في ذكر ذهاب السموات السبع والأرضين السبع

يوم القيامة

قال المؤلف: قال الله تعالى: { كل شيء هالك إلا وجهه } فبين في هذه الآية فناء الخلق أجمعين.

والدليل على أن السموات والأرض فانيات، قوله تعالى: { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه } . ففي التفسير: أن السموات والأرض ذاهبات يوم القيامة .

وقال تعالى: { يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } من غير طي بيد.

وقال في الأرض: { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة } .

وأما الدليل على ذهاب ذوات الأرواح: فقوله تعالى: { كل نفس ذائقة الموت } فكل نفس منفوسة، ذائقة الموت، من دابة وبشر وملائكة وطير. فهو ميت.

والدليل على أن كل ما في الأرض من جماد يذهب: قوله تعالى: { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } .

Page 129