بيعة النساء
هذا، ولما تمّت بيعة الرجال بايعه النساء، وكن يبايعن على ألّا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهنّ وأرجلهنّ ولا يعصين الرسول في معروف «١» .
ثم أمر ﵇ بلالا أن يؤذّن على ظهر الكعبة، وهذا بدء ظهور الإسلام على ظهر البيت الكريم، فلا عجب أن اتّخذ المسلمون هذا اليوم عيدا يحمدون فيه الله حقّ حمده على هذه النعمة الكبرى والنصر العظيم، وأقام ﵊ بمكّة بعد فتحها تسعة عشر يوما كل يوم يقصر فيها الصلاة، وولّى عليها عتّاب بن أسيد «٢» وجعل رزقه كل يوم درهما فكان عتاب ﵁ يقول: لا أشبع الله بطنا جاع على درهم كلّ يوم.
هدم العزّى
وفي الخامس من مقامه ﵊ بمكّة أرسل خالد بن الوليد في ثلاثين فارسا لهدم هيكل العزى وهي أكبر صنم لقريش وكان هيكلها ببطن نخلة، فتوجّه إليها خالد وهدمها.
هدم سواع
وأرسل ﵇ عمرو بن العاص لهدم سواع وهو أعظم صنم لهذيل وهيكله على ثلاثة أميال من مكّة فذهب إليه وهدمه.
هدم مناة
وبعث سعد بن زيد الأشهلي في عشرين فارسا لهدم مناة وهي صنم لكلب وخزاعة وهيكلها بالمشلّل وهو جبل على ساحل البحر يهبط منه إلى قديد فتوجّهوا إليها وهدموها.
(١) بيعة النساء وعن عائشة رضى الله عنها قالت: كان النبي يبايع النساء بالكلام بهذه الاية- لا يشركن بالله شيئا- قالت وما مست يد رسول الله ﷺ يد امرأة إلّا امرأة يملكها. رواه الشيخان.
(٢) أسلم يوم الفتح وسنه عشرون سنة.