Nur Barahin
نور البراهين
Investigator
السيد مهدي الرجائي
Edition Number
الأولى
Publication Year
1417 AH
Genres
أيها السائل إعلم أن من شبه ربنا الجليل بتباين أعضاء خلقه وبتلاحم أحقاق مفاصلهم 1) المحتجبة بتدبير حكمته أنه لم يعقد غيب ضميره على معرفته ولم يشاهد قلبه اليقين بأنه لا ند له، وكأنه لم يسمع بتبري التابعين من المتبوعين وهم يقولون: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين) فمن ساوى ربنا بشئ فقد عدل به، والعادل به كافر بما نزلت به محكمات آياته، ونطقت به شواهد حجج بيناته، لأنه الله الذي لم يتناه في العقول 2) فيكون في مهب فكرها مكيفا، وفي حواصل رويات <div>____________________
<div class="explanation"> وأما المعلولات البعيدة كالماديات والمعدومات التي من شأنها امكان أن توجد في وقت أو تتعلق بموجود، فيكون بارتسام صورها المعقولة في المعلولات القريبة التي هي المدركات لها أولا وبالذات، وكذلك إلى أن ينتهي إلى ادراك المحسوسات بارتسامها في آلات مدركها، قالوا: وذلك لان الموجود في الحاضر حاضر، والمدرك للحاضر مدرك لما يحضر معه، فاذن لا يعزب عن علمه مثقال ذرة. وأما غير المحققين منهم، فقد أطلقوا القول بأنه لا يعلم الجزئيات على الوجه الجزئي، ولتحقيق الكلام فيه موضع آخر.
1) التلاحم: الالتئام والالتصاق. والحقة بالضم: رأس الورك الذي فيها عظم الفخذ ورأس العضد، والجمع أحقاق وحقاق بالكسر، أي: ان من شبهه بخلقه في ربط مفاصلهم ودخول بعضها في بعض، وكون المفاصل محتجبة بما يسترها، فلم يعقد ما غاب من ضميره، أي قلبه الغائب عن المشاهدة على معرفته تعالى، لانة شبهه بخلقه وليس كمثله شئ.
2) أي: لم تصل العقول إلى نهايته وحقيقته حتى يكيفه بكيفيات المخلوقين.</div>
Page 146