340

Al-Nūr al-Asnā al-Jāmiʿ li-Aḥādīth al-Shifāʾ

النور الأسنى الجامع لأحاديث الشفاء

Genres

بيان هل حج النبي (ص) قرانا أم تمتعا أم إفراد

وعن الحسن بن علي عليه السلام قال: إذا قرنت بين الحج والعمرة فطف طوافين، واسع سعيين، فإن قيل: كيف استدللتم بما رويتم عن علي عليه السلام أنه طاف لهما طوافين، وسعى سعيين، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعل، وقد روي أنه كان عليه السلام متمتعا، وروي أنه كان مفردا، فكيف يستقيم هذا الاستدلال .

قلنا: يحتمل ما ذكرتم، وجهين:

أحدهما: ما ذكره أمير المؤمنين وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل مكة قارنا فطاف طوافين وسعى سعيين، وهو الذي يقتضيه الظاهر، فلا معنى للعدول عنه.

وثانيهما: إن صحت روايتهم فيكون معنى دخل مكة متمتعا، أو مفردا -يعني أمر بذلك- فإنه يصح إضافة الفعل إلى الآمر به كقولهم رجم صلى الله عليه وآله وسلم ما عزا وهو لم يفعل بنفسه بل أمر.

وجواب آخر: هو أن الرواي سمع ما يقول صلى الله عليه وآله وسلم على سبيل التعليم، فإن قيل: فقد روي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من جمع بين الحج والعمرة كفاه لهما طواف واحد، وسعي واحد)).

قلنا: قد روي موقوفا على ابن عمر ويحتمل أن معنى طواف واحد -أي بصفة واحدة- وأيضا فرواية أمير المؤمنين تقدم على رواية ابن عمر فهو أعرف بأحوال النبي ومقاصده من ابن عمر.

وروي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((طوافك يجزيك لحجك وعمرتك))، فالجواب: أن عائشة مفردة غير قارنة، أو يكون المعنى أن صفة طوافك على صفة واحدة لحجك وعمرتك.

وعن عائشة أنها قالت: أهدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم غنما مقلدة، وقالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت: وكان يقلدها بيده.

وروى جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدن معقولة اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها.

Page 342