137

Nur Asna

النور الأسنى الجامع لأحاديث الشفاء

Genres

بيان أين موقف المؤتم من الإمام

وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقيم عليا عليه السلام عن يمينه، وخديجة ورائهما.

وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلا صلى خلف الصفوف، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أهكذا صليت وحدك ليس معك أحد، قال: نعم، قال: قم فأعد الصلاة)).

وعن وابصة بن معبد قال: صلى رجل خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنظر إليه، فقال: ((هلا كنت دخلت في الصف، فإن لم تجد فيه سعة أخذت بيد رجل فأخرجته إليك، قم فأعد الصلاة)).

وروى عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري: أن سلمان الفارسي، وأبا سعيد الخدري قدما على حذيفة بالمدائن وعنده أسامة فصلى بهم حذيفة على شيء أنشز مما هم عليه، فأخذ سلمان بضبعه حتى أنزله، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لا يصلي إمام القوم على أنشز مما هم عليه))، فقال أبو سعيد وأسامة: صدق.

وروي أن عمار بن ياسر كان بالمدائن، فأقيمت الصلاة فتقدم عمار، وقام على دكان يصلي، والناس أسفل منه، فتقدم حذيفة، فأخذ على يده فاتبعه عمار حتى أنزله حذيفة، فلما فرغ عمار من صلاته، قال له حذيفة ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إذا أم الرجل فلا يقم في مقام أرفع من مقامهم))، فقال عمار: لذلك اتبعتك حين أخذت على يدي، فأما ما روي عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فركع وهو على المنبر، ثم رجع القهقرى، حتى نزل وسجد، ثم رقى، فلما فرغ قال: ((إنما فعلت ذلك لتأتموا بي وتعلموا صلاتي)).

فالجواب إنما كان كذلك في الوقت الذي كانت فيه الأفعال الكثيرة جائزة، وكان الفعل يسيرا؛ لأن منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم له ثلاث مراق فقط.

Page 139