ذات ثورة
على حافة المذبحة
طروادة تسقط مرة أخرى
دورة
قصيدة دمشقية
صديقة دمشقية
ذات غفوة
وشوشات في أذن الجميلة النائمة
إيقاع مهترئ للنشيج
هذيان
قصاصات (1)
شظايا
ذات ضيعة
والرمادي ... يوما قد يثور
قصاصات (2)
خيوط
قصاصات (3)
تمتمات على الدرب
قصاصات (4)
نقوش على سطح ماء
ذات رؤية
صلوات
مشاهد من غيب لم يكتب بعد
مشهد آخر ... لأطلانطس أخرى
ذات رحلة
رجوعا إلى المهد
قصاصات (5)
من آثار رحال
ذات ثورة
على حافة المذبحة
طروادة تسقط مرة أخرى
دورة
قصيدة دمشقية
صديقة دمشقية
ذات غفوة
وشوشات في أذن الجميلة النائمة
إيقاع مهترئ للنشيج
هذيان
قصاصات (1)
شظايا
ذات ضيعة
والرمادي ... يوما قد يثور
قصاصات (2)
خيوط
قصاصات (3)
تمتمات على الدرب
قصاصات (4)
نقوش على سطح ماء
ذات رؤية
صلوات
مشاهد من غيب لم يكتب بعد
مشهد آخر ... لأطلانطس أخرى
ذات رحلة
رجوعا إلى المهد
قصاصات (5)
من آثار رحال
نقوش على سطح ماء
نقوش على سطح ماء
تأليف
وليد جلال
سأهرب من ريح الحداثة ... هابطا
وأهرب من قيد الخليل ... صعودا
فلو شرط مجد الشعر طمس شعوره
سأنأى بشعري أن يكون مجيدا
ذات ثورة
على حافة المذبحة
لماذا تموتون عنا؟
لماذا تموتون عنا؟
وهل نحن أجبن منكم
أم الموت أجبن منا؟
لماذا تموتون عنا؟
وكنا معا
عرفنا التسكع بين الأزقة
كنا معا
عرفنا التدرع بالأغنيات
لصد القنابل
كنا معا
عرفنا التداوي بعشب النكات
إذا غازهم ألهب الأضلعا
معا ... بتعاطي المواجع ثرنا
معا ... باحتساء الجسارة دخنا
فهل إذ دعينا إلى الموت سرتم سكارى؟
وهل نحن حين عصيناه ...
هل نحن خنا؟
لماذا تموتون عنا؟
وعن مصر
ها مصر سوف تمر بنا - ربما - لربيع
وقد لا تمرون في القلب
إذ يتساءل بعد سنين فتى: «من أذاب الصقيع؟»
فكيف تنيرون شمسا
وتنطفئون
بدمع الجموع؟!
لماذا تموتون عنا؟
وقد لا تعيشون في الذاكره
ستغدو ملامحكم بعد حين
مشتتة غابره
ولن نتذكركم
غير عند انتباه الصحافة للمقبره ...
لإكليل زهر
يقدمه المنحني مثقلا بالنياشين
والقصص الزاخره ...
بوهم البطولة
ثم يسير (وموكبه شبه شعبي)
تتبعه الكاميرات
فتختطف النظرات
وتنسون ثانية
فتموتون ثانية
في انتظار لذكرى وفاتكم المقبله
وأبقى أردد فوق رفاتكم الأسئله: «لماذا تموتون عنا؟»
وبضعة أسئلة عاجزات
تطارد أجوبة جامحه
أجيبون
بل انتظروا لأتمتم بالفاتحه «... ... آمين»
أجيبون
بل انتظروا لأردد ترنيمتين
وأوقد خمس شموع ...
أجيبون
فأسئلتي في فؤادي صدوع
لماذا تموتون؟
وكيف بتضحية الأنبياء ارتضيتم
ولم أر فيكم يسوع؟!
تموتون عنا
ونحن نغنى
ويأكل منا الضمائر ... جوع
وأسئلة في الفؤاد ... صدوع
لماذا تموتون عنا؟
لماذا تموتون عنا؟
أجاب شهيد: «ولا تحسبن»
فبراير 2011
طروادة تسقط مرة أخرى
هوميروس
طروادة تسقط يا هوميروس
طروادة تسقط
والشعب المغترف الأفراح قبيل النصر
ترنح من خمر الحلم
قبيل فراغ الكأس
وألقى المجداف إلى الموج
قبيل بلوغ البر
لأن جهولا يتحدث باسم زيوس ...
قال لهم: «إن زيوس وآلهة الأوليمب جميعا
راضون عن النصر»
فناموا ملء جفونهم ... الحمقى
تركوا طروادة في الميدان
يلوك ضفائرها البرد
وينخر عينيها السوس
طروادة تسقط يا هوميروس
دع عنك عماك ليومين
وراقب عن كثب
ثم انقش إلياذتك العصماء
على جدران التاريخ
ليعرف من يأتي بعد فصول المأساة
وكيف اغتيل النصر ببضع كئوس
واذكر يا هوميروس - على الهامش -
أني حذرت
من الغدر الواضح في عين الفرسان
حذرت من الخيل المدسوس
لكنهم انسحقوا تحت حصان!
مارس 2011
دورة
أرتمي في ظلامات غابتنا
كي أثور على ليلها، صمتها، ريحها العاتيه
فتثور علي النسور ...
المقيمة منها أو الغازيه . . . .
أرتدي فوق أقنعتي
أوجهي الكاذبه
فتثور علي الزهور ...
المقيمة منها أو الهاربه . . . .
أنطوي خلف ذاكرتي
هربا من ملاحقة الأعين المشفقه
ثم أضمر أجنحتي
ثم أفقأ عيني
ثم أعود غريبا - كما جئت -
للشرنقه
قصيدة دمشقية
معارضة لقصيدة (القصيدة الدمشقية) للشاعر الكبير نزار قباني
هذي دمشق ... فأين الكأس والراح؟
غاب الدمشقي والأشعار ترتاح
وليس يرتاح طفل تحت ليلكة
إلا وطارده في الحلم سفاح
ولا فتاة تهز الريح قصتها
إلا وهزت فؤاد الريح أشباح
ولا بآي يواسى حزن مئذنة
ولا الشموع يواسيهن إصحاح
ولا جمانة في عقد ...
ولا قمر في ليل وجد ...
ولا في الساح سياح
ولا ... - كفاك ... أتهدينا مواجعنا؟!
أموفد أنت ترثينا ... أنواح؟
إنا لندمى لتنساب الدماء ندى
ليينع المرج ... قد يأتيه صداح
فلا تبح بجراح نحن نكتمها
ونكتم العفن فيها وهو فواح
أغاية الشعر بوح؟! بئس من شعروا!
أغاية البوح دمع؟! بئس من باحوا! - عذرا أخي ... ما دهاني؟ تهت عن لغتي
فنحت إذ طرت في أسراب من ناحوا؟!
يا إخوتي: موسقوا أحلى قصائدكم
بجوقة النار ... فالبركان إفصاح
بلا قواف ... بلا وزن ... بلا لغة
أيكتب الشعر موسيقاه أرواح؟
ملاحكم واهب الأمواج زرقتها
وواهب الأحمر التفاح فلاح
وطاحن البن عطر الهال أحرفه
ودفتر النادل الأمي أقداح
وكلكم يا دمشقيين أغنية
حزينة الصوت ... والأصداء أفراح
يا متعبين ...
هنيء بعض من تعبوا
يا غائبين ...
مقيم بعض من راحوا
يا ثائرين ...
ألا ثوروا ولا تهنوا
فقد يهين ظلام الظلم مصباح!
حملت شعري على ظهري
ويخجلنا
من ينظم الشعر ثوارا ... ويرتاح
نوفمبر 2011
صديقة دمشقية
إلى جمانة زعير
الماء بيننا
والنار بيننا
أشهد أننا ...
برغم ذلك معا
نهمس للفرح: «تعا»
وسوف يأتي
من وراء التلال
سوف يأتي
تذكري
إن الدموع والدماء ... الظلال
ووحده الفرح سراج
سيضيء دون زيت
تذكري
حين تمرين على حواجز التفتيش
إهداء وردة لجندي
يميتكم لكي يعيش
فقط لكي يعيش
تذكري
حين تمرين على قبور
إهداء خنجر لثاكل
يعيش كي يثور
فقط لكي يثور
تذكري حين تمرين على ليلكة شهيده
تذكري أسرارك
التي بها بحت لها
وابكي قليلا
وافرشي عليهم جريده
ثم افرحي
لأن أسرارك لن يعرفها غيري
أنا المنفي في جزيرة شريده
جزيرة بها تجلى الفرح مرة
وزان الأفقا
فخر قلبي صعقا
وها أنا
أهمس للفرح: «تعا»
وسوف يأتي
من وراء الغمام
سوف يأتي
إن الدموع والدماء ... الظلام
ووحده الفرح سراج
سيضيء دون زيت
أغسطس 2012
ذات غفوة
وشوشات في أذن الجميلة النائمة
عندما يسأم الليل
من فعل تعذيب عيني بالظلمات
وأذني بالوسوسات
وقلبي بوحدته
يبدأ الفجر ...
عندما تصحب الفجر أنشودة للبلابل
خافتة النغمات
وصاخبة الذكريات
مموسقة ... (ألهمتها الطبيعة ألحانها)
يبدأ الشعر ...
عندما يتفلسف شعري وتشعر فلسفتي
يبدأ الفكر ...
عندما يرهق القلب
تؤكل منسأة الفكر
تنبت في حقل شوك ورود بلا سبب
يبدأ العطر ...
عندما يملأ العطر كوني
تهاجر مني مفردة الخوف
ترتقني مفردات تناقضها
يبدأ العمر ...
عندما يبدأ العمر
يسقط من ساعة اليد سم عقاربها
يبدأ السحر ...
عندما يحمل السحر أجنحتي
ينتهي البحر ...
عندما ينتهي البحر
أعرف أني سألقاك
إيقاع مهترئ للنشيج
شفا جرف ... يا له من شفا!
بدا حلم عنده ... واختفى
وأنت القريبة قرب الجراح
وأنت البعيدة بعد الشفا ...
تقولين: «طر يا صديقي سحابا
وأمطر لنا حلمك المرهفا
وهب للمدى المتصحر شعرك
نهر شذا
وقه الأرففا
وكن كالصدى في الرياح
وكن كالندى في الجداول ... لا يقتفى» . . .
أنا صدئ يا صديقة ... روحا
ومهترئ يا صديقة ... فا
هو الشعر أدمى جناحي وجفني
فلا طار هذا ... ولا ذا غفا
أراك - على بعد عمرين -
عند شفا جرف ... يا له من شفا!
ويا يا لنا من سلاحف ...
نعدو ... لنهرب من قدر زحفا!
وتصهر أصدافنا الشمس لهوا
أما آن للشمس أن تكسفا؟!
وللدهر أن يستريح قليلا؟
وللبحر أن يحضن السلحفا؟
أما آن أن نتسامى ...
نجرد صلصالنا ...
نثقب الأسقفا؟
هشاشتنا يا وجود ... فناء
تعلمنا نتقي ما اختفى
قريحتنا يا فناء ... خلود
تعلمنا نقتفي ما اختفى
وبينهما - إن أردنا عبورا -
شفا جرف
يا له من شفا!
يا له من شفا!
هذيان
(أ)
تقول: «أحبك» دون اكتراث
وتمضي ...
وتترك لي من فؤادي نصف
وتترك من رونق الشعر ... لحنا
ومن نفحات الفراديس طيف
يا مدخلي للشتاء
انتظرتك عشرين صيف
وأعرف أن انتظارك ضعف
يا امرأة ... حبها كالحقيقة صلد
وملمسها في رهافة زيف ...
أعرف أن انتظارك ضعف
فكيف قصصت جناحي ... كيف؟ . . . (أ)
تقول: «أحبك» دون اكتراث
وتمضي ... كغيمة حب
وتترك في العين سيلا
وفي الروح جدبا
وفي الفم جدب
يا امرأة لم يحط بأنوثتها أي قلب ...
أعرف أن بقاءك صعب
أعرف أن بقاءك صعب . . . . (أ)
تقول: «أحبك» دون اكتراث
وتمضي ...
كأن لم تخلق بكلمتها ألف كون
يا امرأة سكنت في حواسي
فلا الصوت صوت ... ولا اللون لون
أعرف أن بين يأسي وبشراك بون
وحسبي من الهذيان أغان
إذا أنت أعرضت عني سلون . . . (ب)
تقول: «أحبك» دون اكتراث
وتمضي ...
أنادي
فتوقفها لهفات الندا
تناشدها وشوشات الصدى
أقول: ارجعي
فتقول: لماذا؟
أقول: لهذا ... (أشير بكل خلاياي نحو الوجود)
تقول: سدى
أقول: غدا
تقول: ردى
أقول: عدا
فما يهلك الموت ما خلدا
تقول: وأين؟
أقول: المدى
تقول: ...
أقول: ...
تقول: ... (ي)
أقول: عشقتك حتى التشرد ...
حتى التمرد ...
حتى التجرد ...
حتى تجسد حسي
حتى تموسق نبضى
تقول: «أحبك» دون اكتراث
وتمضي ...
وتمضي ...
وتمضي
قصاصات (1)
لم يسعف البوح ... لا همس ولا صخب
مرارة الحرف قبل الحرف تنسكب
هل من شفاه بغير النطق تبلغها
أن العيون بغير الدمع تنتحب؟!
شظايا
أنا من زجاج
أتصلد حين أثور ... أصد الرصاص
أتبلور حين أحب ... كقلب الإجاص
أكثف هذا الوجود ندى حين أضحك
ثم أكثفه حين أنشج ملحا أجاج
أنا من زجاج
أشف ليرشف من قبعوا داخلي النور
يا نور ... قد كنت يوما عتيما كقطعة عاج
ثم رمتني فتاة لداخلها ... فارتشفتك
ثم رمتني لخارجها ... فاكتشفتك
ثم استحلت زجاج ...
لأرى الآخرين وهم داخلي يرشفونك
أو ينقرونك مثل صغار الدجاج
أنا من زجاج
صقلتني فتاة
فصرت كمرآتها ... كاذبا
كيف سرت بكذبي؟!
هشمتني فتاة لتنزع قلبي!
كيف ظنت يكون لها وحدها؟!
صهرتني فتاة
فسلت على جسمها حمما
ثم همت ...
ولم أر برهان رب؟
هل الذنب ذنبي؟
إذا أشعلت في كياني الطبيعة
زيت الرجولة
هل لا أكون سراج؟
أنا من زجاج
والزجاج ... رمال مقطرة (أتذكر تلك الخرافة حتى أهين غروري)
أنا من رمال ...
ظمأ التائهات ... خموري
والرواء ... اغتيال
أنا من رمال
والرمال ... تراب
والتراب ... مياه
والمياه ... سراب
أنا من سراب
أنا من سراب ...
ذات ضيعة
والرمادي ... يوما قد يثور
حين أخرج من منزلي في الصباح
أراه كعادته
ساجدا لإلهته ... الشمس
يشكرها لإعادته - بعدما مات - حيا
حين يلمحني قادما من قريب
يصير على فوره وثنيا
ويحول قبلته ... والسجود ... إليا
ثم يتبعني زاحفا
يتقمص شكل الرصيف
بكل نتوءاته وفراغاته
وبكل مرارته
ثم حين أضيق ...
بالوجوه الغريبة ... والأعين الخائفه
حين أهرب من سأم الأرصفه ...
للطريق ...
يتقمصني ... يتقمص شكلي
وهرولتي للعبور
أمام ظلال تصوب أبواقها نحونا سخطا
ثم أطلب أن أتقاسم معه اللهاث ... (لهاث غريق)
يتجاهلني! «كيف تنسى حقوق الصديق
إذا كنت حقا صديق؟!»
لا يجيب
فأمضي
ويمضي معي
فأراوغه ... أتنقل بين الأزقة والطرقات
فيتبعني ... يتموج بين الأزقة والطرقات
يراوغني ... فيغير من طوله كي يضللني
يتقاصر ...
حتى يحاكي انكماشة هر
يداعب أقدام صاحبه كسلا
يتطاول ...
حتى يحاكي استطالة نص
يعذب أقلام كاتبه مللا
فأضلله بادعائي بأني لم أكتشف بعد تضليله
وأغافله
ثم أقفز تحت مظلة موقف هيئة نقل عمومية
تتكدس فيه الوجوه
وتركض منه الهواجس
أمكث ... أمكث ... حتى أضيق ...
بالوجوه الغريبة ... والأعين الزائفه
ثم أهجر أقنعة الأرصفه ...
وألبي نداء الرفيق
الذي ظل منتظرا عند حد الطريق «يا رفيق ...
يا لصيق!»
يتجاهل - عمدا - ندائي
يمارس لعبته
يتقافز حولي
يميني ... يساري ... أمامي ... ورائي
ولكنه أبدا لا يفارقني
ربما حين حاول أن يتمرد ...
كان يريد ليهرب من عالم جامد واضح
ويعود إلى عالم شاحب كصدى
غامض كسؤال .
ربما حين حاول أن يتجسد ...
كان يظن إذا اتحد اللامجسم منه
فكون جسما
سيحظى بروح هلامية ما
ليحيا بها في بلاد المحال .
ربما كان يحلم - لو كان يحلم -
أن ذات يوم يرى نجمة
أن يعذبه - حين يعشق -
سهد الليالي الطوال .
ربما حين كنت أراقبه
وهو منهمك في التغلغل في ذكريات التراب ...
كنت أبحث داخل ذاكرتي عن ترابي ... (ترابي الذي منه كنت ومني سوف يكون)
أراقبه ...
وأقول لنفسي:
شبيهان نحن
ولسنا نشابه إلا ضباب .
ربما حين كان يراقبني
وأنا سابح في سديم كتاب ...
كان يبحث عن لغة ما ليكتب عني
يقول بأني - أنا ظله البشري - أطول وأقصر
ثم يدون وحي إلهته ... الشمس
أمرا فأمرا ونهيا فنهيا
ليعبدها - كيفما نزل الوحي - حق عبادتها .
ربما حين شب على حائط البيت
كان يظن إذا قام منتصبا قد يفوق قوامي طولا
فأتبعه أنا حيث أراد الذهاب
ربما ... .
ثورة بعد لم تشتعل في الفؤاد الرمادي
حين بدت في الفضاء ...
رسائل حمراء ...
أن حان وقت الغياب
فاستدار
تجمد ثانيتين لينظر نحوي
فصحت به: «لا تبال بهذا النداء السرابي ...
هذا الهراء الفضائي»
لكنه
قبل أن تأمر الشمس ... ذاب
قبل أن يكتب الغيب ... غاب
ربما ظن أن وراء السراب البعيد
صباحا وليد
وبعثا جديد
فسار
ولم يدر أن ليس ثم إياب
ربما ...
ربما ...
ربما
قصاصات (2)
أنا سؤال البيت للصوت: «لماذا اغتلت دقات قلوب
كان في إيقاعها معبرنا الأثير
نحو حقب السحر الخوال؟» . . .
أنا سؤال الصوت للصمت: «لماذا اغتلتني؟ ولم أكن إلا تجسدا
لذبذبات نبرك المحال» . . . .
أنا سؤال الصمت للموت: «لماذا اغتلتني؟ ولم أكن إلا رسولا للفناء
منذرا ... مبشرا ... للسائرين في السراب: انتبهوا
بعد السراب آخر ... وآخر ... وآخر ...
قبل المآل» . . .
أنا سؤال الموت للشعر: «متى تكف عن قتلي؟!
ألا من هدنة بين غريمين شريفين؟
متى تكف عن قتلي؟!»
خيوط
كالطائرات الورقيه
أطير
لا أطير
تدهش الفتاة اللعوب (على ضفاف النهر كانت
تتسلى باصطياد القلوب ...
بزيها الفاضح
أو بالنظرات الغجريه)
تدهش:
كيف لم أحلق لسماوات فساح؟!
كيف لا تجذبني عوالم النور
فأرقى ... تاركا عوالم الطين ورائي؟!
ربما تساءلت في نفسها
عن الذي في طينها ... في ظلها ... استعبدني
فلم أحلق خلف شمس لؤلئيه؟ . . .
كالطائرات الورقيه
أتبعها
أدور دورتين في الفراغ حولي
وتزوغ في فضاءات السؤال نظرتي . .
يا ليتها مدركة أني أطير قدر جهدي
صانعي من ورق المراهنات صاغني
صرت رهين صانعي
صرت سجين عالمي
صرت ضحيه
يا ليتها شاعرة أني مقيد
وما يربطني بالطين خيط شهوة ...
لا جاذبيه
وليتها مشفقة
أنا ضحيه
أنا بلا أجنحة
كالطائرات الورقيه
قصاصات (3)
واقفا عند حافة نفسي
بين صدوع سحيقه
باحثا عن فتات الحقيقه
أتساءل:
كيف أنا لم أزل أنا؟
كيف أقاوم إغراء أن لا أكون أنا
لدقيقه؟
تمتمات على الدرب
... وقدني إليك
لكي تتجرد نفسي جرحا فجرحا
على راحتيك . . .
وقدني إليك
لأني أخاف الطريق
ويرعبني ليله المنغزل
أخاف إذا نمت ألا أفيق
أخاف إذا سرت ألا أصل . .
وقدني إليك
لأني أخاف السراب
ويجذبني وهمه المبتذل ...
كساقطة شفتاها تراب
وتدفعني ظمأتي للقبل . . .
وقدني إليك
لأني أخاف الوجود
يطوقني عبثا وملل
وإني وصلت لبعد الحدود
فأنقصني الدرب حين اكتمل . . . . .
وقدني إليك
فأنت خلقت النداء
وبعد العناء ... اخترعت القلم
لأخلق بالحرف ضد العناء
وما أوجد الحرف إلا عدم
فقدني إليك
أو ائت إلي
وجسد يقيني نورا فنورا
على مقلتي
وقد تتجلى فتهوي جبال
ولكن
سينتأ منها نبي
قصاصات (4)
أيها الكادحون: ... اكدحوا
لا جديد
أيها البسطاء
الساكنون قصورا من الصخر والملح
والمؤمنون بإيماءة من سماء ...
أو بريد
الحالمون بإغفاءة بين أحضان حورية
بعد عمر شقاء:
احلموا
واكدحوا
لا جديد
لا جديد
نقوش على سطح ماء
لأنهم آمنوا بي ... إنني وجل
لأنهم كفروا بي ... إنني وجل
لأنهم لم يروا ما بالخيال أرى
قالوا لكل الذي أخبرتهم: «دجل»
لأنه ليس سهلا أن تخط مدى
وأن يسير وراك الناس دون هدى
صرخت: «سيروا» ... فماتت صرختي بفمي
وفي دمي مات حلم الكشف ... مات سدى «أريد أن لا أريد» ... اليوم قبل غد
أريد عجز عيوني أن يشل يدي
أحيا كعباد شمس لا مرام له
إلا اتباع شعاع النور ... للأبد
يا ذلك النور يخبو ثم يتقد
ما أنت؟ ... ما أنا؟ ... ما أبعاده الأبد؟
كم سار قبلي إليك العارفون ...
وما بعارف أنا ... هل أصبو لما وجدوا؟
فراشة أتبع الأنوار ... أحترق
وفي رماد جناحي يوأد الألق
أعود في هيئة الدود الوديع
إلى حضن التراب ... فلا فكر ولا أرق
أعود للأصل ... للصلصال ... للماء
نقش أنا فوق سطح الماء بالماء
تبعت خضري ... فلم يسطع معي صبرا
ومل مني ... من صمتى وإصغائي
نقش أنا فوق سطح الماء ... يا ماء:
ها قد جعلنا ... أحقا نحن أحياء؟!
هلا حملت لنا من برزخ نبأ
حملت عرشا ... فهل تعييك أنباء؟!
ذات رؤية
صلوات
(شجرة)
يا أمنا الأرض
ويا ربتنا الشمس
تقبلا الصلاة الآخره
وباركا العصارة التي أريقت
واحفظا بذورنا المهاجره ...
ممن على رجلين يمشي
إنه ...
يصنع من صغارنا سجائره! (طائر)
يا رياح
تقدست كل مساء
تقدست كل صباح
يا رياح
يا ممسكات بأجنحتي أن يقعن
ومستمسكات بأسطورتي أن تباح
يا رياح
عذت ممن يطير بغير جناح
إنه - بعد هدم بيوتي الغصون -
يريد يشاركني في البراح! (بشري)
يا إلهي المسمع الصم الدعاء
والمري العمي البكاء:
لا أناجيك سدى
لي في مناجاتي رجاء
يا إلهي المسمع الصم الدعاء
والمري العمي البكاء:
ضاقت الأرض بتعميري لها
فامنحن مفتاح الفضاء!
مشاهد من غيب لم يكتب بعد
(مشهد)
عاريا ... (والصحارى - التي انبثقت فجأة - قاحله)
تائها ...
تنتهى لبدايتها - كلما سار ميلا - خطاه
عطش قد يجفف نهرا
وزوبعة قد تشظي إله
هو حي ولكنه نسيته الحياه
عندما ضل عن قافله
بعد يومين يسقط
يشربه الرمل
فالرمل ظمآن
منذ روته عصارة آخر شجرة أرز
على ضفة الأمازون (مشهد)
عاريا ... (والثلوج - التي انبجست فجأة - قارسه)
تائها ...
يفتش عن شمسه في انهيار
يساعده حظه في العثور عليها
ويتركه
لا يحس بدفء ولا يستبين مسار
فالبصيرة دامسة ... دامسه
بعد يومين يسقط
يدفنه الثلج
والثلج نشوان
مذ أدفأته حرارة آخر عائلة من نخيل
دفنت تحته مع ناي ... ونيل (مشهد)
فوق قمة إيفرست
ثم عجوز تحملق في البحر
في حيرة
وترى البحر أيضا يحملق فيها
ترى في المياه انعكاس سؤال يدور بخاطرها: «كيف جئت هنا؟»
تتأمل حيرته
ويمل تأملها
فيلملم غيما كريش غراب تناثر
يصنع ليلا
وتحضن طفلا
ويعلك صخرا
وتعلك ذكرى
يزمجر
تهذي: «بني ... بني ... تجلد
ستأتي السفينة عما قليل ويهتف نوح: «اركبوا معنا!»
ويغرق كل غراب يغني الفناء
وتغرق كل عجوز تنوح
ويطفو أمل
سيظهر نوح
ليعصمنا من مآسي الجبل
سيظهر نوح
سيظهر ... نوح»
بعد يومين تسقط
يحضنها وابنها الموج
فالموج حيران
منذ أتى من برودة قطب
إن آخر ما يذكر الموج
أن كان يوما جليدا يداعب دب (مشهد) (معمل هائل الأدوات) (عالم هادر الكلمات:) «أجل ... إنهم ضيعونا
الرعاع ... دعاة التخلف
حمقى ... عرايا ... بأدغال فيتنام
أو جائعون ... عطاشى ... بصحراء إثيوبيا
أينما وجدوا
ما استحقوا الوجود
أنا من يستحق الخلود
أنا أملك الكون
أمرق في سرعة الضوء للمشتري
أخرج الحي من ميت كل يوم
ولست أكبل أفعاله
بخلقي له
أنا أجري الرياح بأمري
وأصنع غيما إذا شئت
أنبت حيث أريد
وأجدب حيث أريد
أجل ...
إنهم ضيعوني
الرعاع ...
العبيد»
بعد يومين ينجو
وحيدا
ليبكي حضارته الزائفه
بعد يومين يسقط
لا يشرب الرمل
لا يدفن الثلج
لا يحضن الموج (أقسمت الأرض أن تأنفه) (مشهد)
بعد يوم
سأحيا
لأكتب ... لا مشهدا آخرا ... بل سؤال: «كيف تبدو المسافة للمشتري
أصغر من خطونا الليزري
وتبدو المسافة للضعفاء
أكبر ... أكبر من كبرياء؟!»
مشهد آخر ... لأطلانطس أخرى
وبين يدي الفسيلة ... أمضي
وخلفي القيامة
تنهش أمعاء أرضي
آه يا أرضي الطيبه
أمضي ...
تسابقني قافلات الجعارين
خوفا من الحافلات التي مرقت هاربه
والجعارين
مساكين
وذوو متربه
أمضي ...
تطاردني صرخات الدلافين
زحفا على الرمل
كانت هنا قبل أمس بحار
وكانت ديار
وكان انفجار
فكان غبار
وكان دوار
وكنا - أنا والدلافين - نلهو ...
الدلافين
المساكين
أغرق الرمل أرواحها المتعبه . . .
وبين يدي الفسيلة ... أمضي
وخلفي القيامة
تنهش أمعاء أرضي
ضجيج القنابل أكثر سمية
من أشعتها النوويه
سرمدي طريقي
إلى قرية شاعريه
كل شبر: بلد
كل خفقة قلب: أبد
كل ذكرى: وتد ...
يقيدني فوق أطلانطس تحتضر
أمضي ... وأمضي ...
إلى قرية ليس يعرف عنها البشر
في الأساطير قيل: «هنالك يحنو على الدود قلب الحجر»
ربما بعد لم تعرف القرية الونش ذا القبضة البارده
وماكينة القبح ... زارعة الخرسانات
رب غدير هناك سيغسلني
وسيغسل هذي الفسيلة
حتى نليق به
سنصير كما الماء فيه
شفيفين
والزهر سوف يصير كما الحلم فينا
سقوفا بلا أعمده
وسوف تصير البيوت جلودا لنا
ونصير لها أفئده . . .
وبين يدي الفسيلة ... أمضي
خلفي القيامة ... تنهش أمعاء أرضي
وحولي الفسائل تدهس
كي يصعد الداهسون إلى تيه أكوانهم
فتفر كواكبها من مداراتها
أو لكي يهبط الداهسون إلى تيه ذراتهم
فتفر كهاربها من مداراتها
أو لكي يدهس الداهسون فسائلهم ... وفقط! - ما علينا إذا اشتاقت الرخويات أصدافها؟!
ما علينا إذا ذبحت - كي يسل الفراء - القطط؟!
واستداروا ... وساروا إلى غدهم
غير منتبهين إلى أمسهم
كان أمسهم الشرك المتربص بالغد
والغد لا بد آت
سوف تحملني الريح - لا ريح تحملنا
ناءت الريح بالطائرات
سوف يحملني الماء - لا غيم يمطرنا
والبحار موات
سوف يحملني الحلم - لا حلم
بعد نضوب المعادن والنفطيات
سوف أحمل نفسي إذن
فلكم حلم من جماد ...
ولي حلم من نبات
سوف أبتكر الغد
والغد لا بد آت
الغد لا بد آت
ذات رحلة
رجوعا إلى المهد
إلى شباب الهجرة غير الشرعية والشرعية
كان يكفي شعاع بدر شحيب
نلسع الليل والخواء به
نرهق إرهاقنا به
نتدفا
كان يكفي للعطر ... عود من الشيح
أو النعناع الصبوح
وللسكر ... قليل من القصب
أو كثير من العنب
يتدلى لنا ... فنقفز لهفا
كان يكفي للشعر ... أن المواويل
ويكفي صمت المناجل عزفا
كان يكفي للهو ...
ركض وراء القط في الدار
أو وراء «أبو القردان» في الحقل (كان يشبع من وجبة دود!)
أو بلة بمياه الري
أو قذف النخل للتمر (لم نشبع ونقنع بالتمر وجبتنا
حتى تضورنا ...
الآن نمضغ سعفا!)
كان يكفي كل الذي صار لا يكفي
أضيع المكان عنا
فضاع العمر منا
ضاقت بما رحبت كل الأراضي
وأوسعتنا زيفا
فارتدينا على الفؤاد قناعا
نتخفى به عن الآخرين ...
الغرباء ... المغربين ...
فصرنا نتخفى عن الحنين ...
عن الماضي
فصرنا عن نفسنا نتخفى!
حين أبحرنا
كم سمعنا صدى صاح بنا: «لا يرسو الغريب بمرفا»
فتصاممنا عنه
ثم سمعنا صوت قرع الرياح
فوق طبول الموج
قلنا: لسوف نرسو ... سوفا
أملا ...
كلما نضمد جرحا ونرى آخرا
نقول: «سيشفى»
عبثا ...
مر العمر مر سحاب
والجراحات تمطر الروح نزفا
قد حبونا من مهدنا لأمانينا
مسخنا
عدنا إلى المهد زحفا
كل أرض لم نحب فوق ثراها
في طفولاتنا ... هي الأرض منفى
هي الأرض منفى
قصاصات (5)
... السلم الكهربائي لم ينسنا السلم الخشبي العتيق
والعلوم الطبيعية انهزمت - بعد جهد -
أمام حكايات جدتنا
عن بحار ... وفاتنة ... وعشيق ...
وغول - ولا بد منه -
فدم المحبين منتظر دائما من يريق!
سنخلق - نحن بنو الطين - شمسا
تضيء بضغطة زر
ولكن سنبقى بدهشتنا ذاتها
وبرعشتنا ذاتها
كلما فاجئتنا البروق
من آثار رحال
(خدوش على مهد)
سأمشي على طرق غير مرصوفة
غير موصوفة في حكايا القدامى
وفي سير الفاتحين
ربما
عند منحدر ما
خفي على أعين الآمنين ...
سأرى هيكلا كاملا لليقين
أو أراك - كما أنت -
أيقونة للأمومة
فارشة رحمها لي مهادا
وأنا بارع في تقمص طور الجنين ...
كلما ضاقت الأرض بي
وبنفسي حنين لأولها
حين أنقصني العمر ... زادا
أو أراك - كما أنت -
أيقونة للأبوة
ظاهرها الصخر
باطنها فيه ماء معين
أو أراني
كما أنا (نقوش على رصيف)
غاب القمر
غاب القمر
غاب ...
فعذب العيون في سجون الليل
حراس الظلام
وكنت جئت هذه المدينة المحرومة النهار
والمحرومة النخيل والزهور ... (أبناء المطر)
محرومة الهديل والهدير ... (آباء الكلام)
جئت ...
وفي حقيبتي بعض زهور الشمس
رغم هجرها عالمها
ترفض أن تموت أو حتى تنام
وسرت عاريا وحافيا
على شوك عيون العابرين
راقبوا لكي يروا لون دمائي (لم تكن خضراء مثلما توقعت
ولا حمراء مثلما توقعوا)
وراقبوا لكي يروا ضلوعي (لم تكن طينية كما توقعت
ولا اسمنتية كما توقعوا)
وراقبوا لكي يروا حطام
فقلت: «لن يرهبني الليل المليء بالشراك والخفافيش
ولن أضل في هذا الزحام»
لن أضل في هذا الزحام (نقوش على رمل)
حكايتنا قصيره
فلا أبد سيمنحها سريره
ولن تحيا بذكراها عشيره
قصيره ...
بما يكفي - فقط - لتكاثر الأحزان ... أو أقصر
مريره ...
بما يكفي لطقس مشبع بالدمع أن يمطر
وتنتظرين أن نروى وأن نشعر!
وأن سيعد كل ما يراه مناسبا
لطقوس هذا الحب:
رشة عطر،
همسة ناي
رشفة خمر،
أردية مثيره
أيتها الغريره!
متى تدرين أن الرمل
طوق كل أطراف الجزيره
وأن سباحتي في الرمل
كي ألهو وكي أنجو بلا خطر
وكي أهوى خطيره؟
سلاما يا ابنة الصحراء
فابن الريف لم يفطم
ويكتب ثدي قريته مصيره
سلاما يا ابنة الصحراء
إني شاعر أبكم!
أذاب لسان أحرفه الأثيره (لافتة في يمين المسار:) «الحب إفك
والفكر إفك
والشعر إفك ... وإفك ... وإفك» (لافتة في اليسار:) «أيما وردة نضجت بين قوم فلم يجدوا ريحها
فهي ذابلة دون شك» (نقوش على غيم)
أمطري ... أمطري ...
فإن الحناجر ...
أقفرت
والكلام عنها يهاجر . .
امتطي الريح كيف شئت
ولكن ...
لا تدوسا على جباه الأماكن . .
كيف للصبار، الظباء، القوافل
بحياة ما ...
والنجوم أوافل؟ . . .
كيف لي - والرمال فوقي وتحتي وأمامي -
ألا أعود إلى الخلف
وفي ما ليست حروبي أقاتل؟! . . .
كيف لي أن أنجو من الرمل
إن كانت بحاري ...
مثلي
تخاف السواحل؟! . . . .
أيها الغيم ...
يا ترانيم عطشى
بشفاه الصحراء تتلى
هنا يا غيم ... مهلا
ثكلى السنابل ... ثكلى
وأنا أحميهن من قحط هاجس
والمدى ليس يحمل الا الوساوس
يا غيوما تبلل البحر جهلا ...
ألآبائها تزف العرائس؟! «سوف تفنى ... أو سوف تصبح رملا»
قالت الريح،
قلت: «لا مات غارس» (نقوش على ريح)
لا أعشق الشتاء ...
لكني أحب البرتقال .
لا أعشق الجدال ...
لكن ثم سحر في السؤال .
لا أعشق الريف ...
ولكن ضعت في ريح الشمال .
لا أعشق الشعر ...
وكيف؟! ...
وهو تخليق المحال .
لا أكره القطار ...
لكن بيننا ذكرى اغتراب . .
لا أكره الظلام ...
لكن فيه شيء من غراب . . .
لا أكره الرمل ...
ولو في كل رملة سراب . . . .
لا أكره الموت ...
وكيف وهو تمزيق الضباب؟! (خدوش على شاهد)
أغنى ...
وكم نشوان من أن ألحاني
وأدمى ...
ولا خجلان من عري شرياني
فلا كنت يا شعري إذا كنت ذابحي
ولا كنت يا روحا هوت ألف جثمان .
ببطء تنفس يا فؤادي
فقد يمضي الزمان بطيئا
هالني جري أزماني
على الريح والغيمات والرمل تجري
تمسح الفرح من نقشي
وتنقش أحزاني
على الموج تجري ...
كي تراودني عن زورقي الأخضر المسحور
والعاشق الإبحار في زرقة الآباد
بالحور تغريني ... بأطنان مرجان
طفولة روحي تستثير تمردي
وشيخوخة في الجسم تحبس عصياني ...
فأكفر بالأعضاء
تلك التي صاغ التراب بها رسمي
وأؤمن بالأهواء
تلك التي صاغت خيالي ... ووجداني
وأؤمن بالإنسان يحيا كإنسان
أؤمن بالإنسان يحيا كإنسان •••
Unknown page