Nukt al-I'rab (Principles of Grammar and Students' Recreation)
نكت الإعراب = قواعد الإعراب ونزهة الطلاب
Investigator
الشبراوي بن أبي المعاطي المصري الحسني
Publisher
دار الريادة للنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
Genres
مقدمة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأشْهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسليمًا كَثيرًا، أما بعد:
فلا يخفى على مَن له عنايةٌ بالعلمِ الشَّرعيِّ أهميَّةُ مَعْرِفةِ اللُّغةِ العربيَّة؛ وذلك لأنَّ القرآنَ نزلَ بلغةِ العرب، على نبيِّنا مُحَمَّدٍ ﷺ وهو عربيٌّ، وقد بلَّغَ رسالةَ ربِّهِ بلسانِ قومِهِ وهم العرب، فلا يُمكنُ أن يتصدَّى لتفسيرِ كتابِ اللهِ مَن يجهلُ العربيَّة، ولا يُمكنُ أن يُبيِّنَ معنى كلامِ النَّبيِّ ﷺ مَنْ يجهلُ اللُّغةَ العربيَّة، يقول اللهُ تعالى عن كتابه العزيز: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥].
وقال عمرُ بنُ الخطابِ ﵁: «تفقَّهُوا في السُّنَّة، وتفقَّهُوا في العربيَّة، وأعرِبُوا القرآنَ» (^١).
_________
(^١) رواه سعيد بن منصور في كما التفسير من «سننه» (٧٠)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (٢٩٩١٤)، والبيهقي في «شُعَب الإيمان» (٢٠٩٨).
1 / 5
وقال ابنُ مسعودٍ ﵁: «أعرِبُوا القرآنَ فإنَّهُ عربيٌّ» (^١).
وقال حمادُ بنُ سلمةَ ﵀: «مَثَلُ الذي يَطلُبُ الحديثَ، ولا يعرفُ النَّحْوَ؛ مثلُ الحِمارِ، عليه مخلاةٌ؛ لا شعيرَ فيها» (^٢).
وقال ابنُ خلدون ﵀: «مأخذُ الأحكامِ الشَّرعيَّةِ كلِّها مِن الكتابِ والسُّنَّة، وهي بلغةِ العرب، ونَقَلَتُها مِن الصَّحابةِ والتَّابعين عربٌ، وشرحُ مُشكِلاتِها من لُغاتِهِم، فلا بدَّ من معرفةِ العلومِ المتعلِّقةِ بهذا اللِّسانِ لمَن أرادَ عِلمَ الشَّريعة» (^٣).
ثم قال ﵀: «إنَّ الأهمَّ المقدَّمَ منها هو النَّحو؛ إذ به تتبيَّنُ أصولُ المقاصدِ بالدَّلالة، فَيُعْرَفُ الفاعلُ مِن المفعول، والمبتدأُ مِن الخبر، ولَوْلاهُ لجُهِلَ أصلُ الإفادة» (^٤).
ولما كان علمُ النحوِ بهذه المنزلةِ صُنِّفَتْ فيه التَّصَانِيف، وأُلِّفَتْ فيه التَآلِيف؛ فمن مُقِلٍّ ومُسْتَكْثِر، ومِن هذه المُصنفات هذه الرسالةُ «قواعد الإعراب، ونزهة الطلاب»، وتُعْرَفُ بـ «القواعد
_________
(^١) رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (٨٦٨٦)، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١١٦٥٨)، وقال: «رواه الطبراني من طرق، وفيها: ليث بن أبي سليم، وفيه ضعف، وبقية رجال أحد الطرق رجال الصحيح».
(^٢) رواه الخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (١٠٧٤)، والمِخْلَاةُ: ما يُجْعَلُ فيه الحشيش ونحوه؛ كما في «الصحاح» للجوهري (٦/ ٢٣٣٢).
(^٣) انظر: «تاريخ ابن خلدون» (١/ ٥٤٥).
(^٤) المصدر السابق.
1 / 6
الصُّغْرَى»؛ فإنَّ ابنَ هشامٍ ﵀ له كتابٌ لطيفٌ يقالُ له -أيضًا-: «الإعراب عن قواعد الإعراب»؛ كان لبنةً أُولى لكتابه الفريد «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»، فقد قال في مقدمته: «وممَّا حثَّنِي على وضعِهِ أنَّنِي لمَّا أنشأتُ في معناهُ المُقَدِّمَةَ الصُّغْرَى المُسَمَّاة بـ (الإعراب عن قواعدِ الإعراب)؛ حَسُنَ وَقْعُهَا عِنْدَ أُولِي الألباب، وسار نَفْعُهَا في جماعةِ الطُّلَّاب» (^١).
ثم إنَّه ﵀ اختصر «الإعراب عن قواعد الإعراب» في هذا الكتاب، ولشدَّةِ التشابُهِ بينهما، مع شهرةِ الأصلِ دونَ المختصر؛ التبس أمرُهُما على البعضِ، فَظَنَّ أنهما كتابٌ واحد، وفرَّق بعضُهُم وهو الصواب؛ لوجودِ اختلافٍ يسيرٍ بينهما.
فالكتابُ الأوَّلُ فيه أربعةُ أبواب: «بابٌ في الجملةِ وأحكامِها»، و«بابٌ في الجارِّ والمجرورِ»، و«بابٌ في تفسيرِ كلماتٍ يحتاجُ إليها المُعْرِبُ»، و«بابٌ في الإشارةِ إلى عباراتٍ مُحَرَّرَةٍ مستوفاةٍ موجزة».
بينما المختصرُ فيه ثلاثةُ أبوابٍ: «بابٌ في الجملةِ وأحكامِها»، و«بابٌ في الظرفِ والجارِّ والمجرورِ»، و«بابٌ فيما يُقالُ عند ذكْرِ أدواتٍ يكثرُ دورانُها في الكلامِ».
وأمَّا قول ابن هشام السابق: «لمَّا أنشأتُ في معناهُ المقدمةَ الصغرى المسماة: بـ (الإعراب عن قواعد الإعراب ...)» إلخ، فهو
_________
(^١) «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» (ص: ١٢ - ١٣).
1 / 7
يشيرُ إلى أنَّها صُغْرَى إذَا ما قُورِنَتْ بـ «مغني اللبيب»، وكذا عندما يُطْلِقُ عليها بعضُ النُّحَاة: «القواعد الصغرى»؛ يريدُ هذا المعنى، والله أعلم (^١).
وقد نصَّ ابنُ هشامٍ أيضًا في مُقَدَّمَةِ «القواعد الصغرى»، على أنَّهُ اختصرها مِن «الإعراب عن قواعد الإعراب»، فقال ﵀: «هذه نكتٌ يسيرةٌ اختصرتُها مِن (قواعد الإعراب)؛ تسهيلًا على الطُّلَّاب، وتقريبًا على أولي الألباب» (^٢).
ولذلك تُعرفُ هذه الرسالةُ أيضًا بـ «نكت الإعراب»، و«نكت ابن هشام»، وهي رسالةٌ صغيرةُ الجِرْمِ، غزيرةُ العِلمِ، تَعَرَّضَ فيها ابنُ هشامٍ ﵀ لمسائلَ في غايةِ الأهمية، فبدأ بتعريفِ الجُملةِ، وأنها على نوعين: اسميَّة وفعليَّة، ثم بَيَّنَ أنها تنقسمُ إلى قسمين: صُغْرى وكُبْرَى، ثُمَّ بَيَّنَ ما له محل من الإعرابِ، وما ليس له محل من الإعراب من هذه الجمل، ثم بَيَّنَ حُكْمَ الجُملةِ إذا جاءت بعدَ النكراتِ، وحُكمها إذا جاءت بعدَ المعارف، ثم تكلَّم بعد ذلك عن شِبْهِ الجُملة؛ سواءٌ كان ظرفًا أو جارًّا ومجرورًا، وبيَّن أنَّه لا بُدَّ من تعلُّقِهما بفعلٍ، أو بما في معناهُ، ثم بين ما يُستثنى من حروفِ الجرِّ التي لا تتعلقُ بشيءٍ، ثم بيَّن بعد ذلك أيضًا حكمهما بعدَ النكرة وحكمهما بعد المعرفةِ، ثم تكلم عن أدواتٍ يكثرُ دورانها في الكلامِ، كل هذا بأسلوبٍ سهلٍ يسير، وبجُمَلٍ قصيرة، سهلةِ
_________
(^١) «آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني» (٢٠/ ٣٥).
(^٢) انظر: (ص: ١٩).
1 / 8
التناول، خاليةٍ من التعقيد، معتمدًا في أغلبِ الشواهدِ على آياتٍ مِن القرآنِ الكريم.
وهذه الرسالة مع صِغَرِ حجمها مفيدةٌ جِدًّا، فهي تُدَرِّبُ الطالبَ على الإعرابِ المفصَّل للمفردات والجمل؛ لتتكونَ عِنده المَلَكَةُ الإعرابية، فغالبُ الطُّلَّابِ يُجِيدُون إعرابَ المفردات، ولا يُجِيدُون إعرابَ الجُمَل؛ إذا كان لها مَحَلٌّ مِن الإعراب؛ بل قد لا يُمَيِّزُونَ بين ما له محلٌّ من الإعرابِ وما ليس له مَحَلٌّ من الإعراب، وكذلك لا يجيدون إعرابَ أشباهِ الجمل، ولا ما تتعلق به، وذلك لأنه في أغلبِ المدارسِ النظاميَّة يأتون بكلماتٍ تطبيقيَّةٍ على الدروسِ للإعراب، ويكونُ السؤال: «أعربْ ما تحته خط»، أو: «أعربْ ما بين القوسين»، وهذا لا يبني عِند الطالبِ مَلَكَةً نحويَّة، وإنَّما يبني الملكةَ النَّحويَّةَ إعرابُ الفقراتِ كاملة؛ لأنَّ ذلك يُمَثِّلُ سياقاتٍ لُغَوِيَّةً طبعية؛ لا تَكونُ مصنوعةً لغرضِ الإعرابِ فقط، فيتعاملُ الطَّالبُ مع أساليبَ لُغَوِيَّةٍ في بيئتِها، فيصادفُ جميعَ الأشكالِ التَّعبيريَّة لتقلُّباتِ الكلامِ في الجمل؛ مِن تقديمٍ وتأخيرٍ، وحذفٍ وذِكرٍ، وإضمارٍ وإظهارٍ ... إلخ، فإذا اعتاد الطالبُ ذلك وألِفَهُ تكوَّنت عِنده الملكةُ النحويَّة التي يستطيعُ أن يُعرب بها ما شاء من آياتِ القرآنِ الكريم، أو أحاديثِ النَّبيِّ ﷺ، أو أشعارِ العربِ ونثرِهم، أو غير ذلك، كما يجبُ الإكثارُ مِن التَّمريناتِ التي يُطَالَبُ فيها الطالبُ بتكوين جُمَلٍ على قواعدَ خاصَّة، فإنَّ هذه التمريناتِ أنفعُ في دفعِ الطلبة إلى التَّفكير، وأجدى في تربية مَلَكَةِ الإنشاءِ عندهم أيضًا.
1 / 9
هذا وقد استخرتُ اللهَ تعالى في إخراجِ هذه الرسالة، حُبًّا ورغبةً في خِدمةِ طلبةِ العلم، وإعانةً لهم على الخير؛ بعد ما أهدى إليَّ بعضُ الإخوةِ نسخةً خطيَّةً للكتاب، أسألُ اللهَ تعالى أنْ يجزيَهُ خيرًا، وأنْ يجعلَ ذلك في ميزانِ حسناتِه.
وقد قمتُ بإعرابِ جميعِ الشواهدِ التي استشهد بها ابنُ هشامٍ ﵀ تدريبًا لطلاب العلم على الإعراب، ولتقوية الملكةِ الإعرابيَّةِ عندهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلَ جميعَ أعمالِنا صالحة، ولوجهِهِ خالصة؛ إنه بِكُلِّ جميلٍ كفيل، وهو حَسْبُنَا ونِعْمَ الوكيل، وصلى اللهُ وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
الشبراوي بن أبي المعاطي المصري الحسني
السنبلاوين - دقهلية - بمصر
1 / 10
ترجمة المصنف
اسمه ولقبه وكنيته ونسبه:
هو جمالُ الدِّينِ أبو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ هشامٍ الأنصاريُّ المصريُّ.
مولده ونشأته وطلبه للعلم:
وُلِدَ أبو محمدٍ ﵀ بالقاهرةِ في ذِي القعدة، سنةَ (٧٠٨ هـ)، ومِن ثَمَّ تَرَعْرَعَ فيها، وشَبَّ مُحِبًّا للعلمِ والعلماء، فأخذ عن الكثيرين منهم، ولازم بعضًا مِن الأدباءِ والفضلاء، ومِن هؤلاء: شمسُ الدِّينِ ابنُ السَّراج، وشهابُ الدِّينِ ابنُ المرحل، وسمَّع «ديوان زهير بن أبي سلمى» على أبي حيَّان الأندلسيِّ، ولم يلازمْهُ، ولا قرأ عليه غيره، وحضر دروسَ تاجِ الدِّينِ التَّبْرِيزِي، وقرأ على تاجِ الدِّينِ الفاكهاني «شرح الإشارة» له؛ إلَّا الورقة الأخيرة، وحدَّث عن ابنِ جماعةَ بـ «الشاطبية»، وتفقَّهَ على المذهبِ الشَّافعي، ثم تَحَنْبَلَ، فحفظ «مختصر الخرقي»؛ قُبَيْلَ وفاته بخمسِ سنين، وكان مع ذلك صبورًا في طلبِ العلمِ مداوِمًا عليه حتَّى آخر حياته، وكان ﵀ يقول:
وَمَنْ يَصْطَبِرْ لِلْعِلْمِ يَظْفَرْ بِنَيْلِهِ ... وَمَنْ يَخْطِبِ الْحَسْنَاءَ يَصْبِرْ عَلَى الْبَذْلِ
وَمَنْ لَا يُذِلَّ النَّفْسَ فِي طَلَبِ الْعُلَا ... يَسِيرًا يَعِشْ دَهْرًا طَوِيلًا أَخَا ذُلِّ
1 / 11
تلاميذه، ومن أخذ عليه العلم:
قال السُّيُوطي ﵀: «وتَخَرَّجَ به جماعةٌ مِن أهلِ مصر وغيرهم، وتصدَّر لنفعِ الطالبين»، ومِمَّن تتلمذ عليه: نورُ الدِّينِ عليُّ بنُ أبي بكرِ بنِ أحمدَ البالسي، ومجدُ الدين محمد بن محمد بن إبراهيم البلبيسي، ومحمدُ بنُ أحمدَ بن عبد العزيز النُّوَيْرِي، وإبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الرحيمِ اللخميُّ الشافعي، وجلالُ بنُ أحمدَ بنِ يوسفَ الثيريُّ المعروف بالتباني، وولده مُحِبُّ الدِّينِ محمدُ بنُ عبدِ الله بنِ يوسفَ، وإبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عثمانَ بنِ إسحاقَ الدجوي، وغيرُهم كثير.
منزلته العلمية:
أتقن ابنُ هشامٍ ﵀ العربية، وتخصَّصَ في النَّحوِ وكان يَمْلِكُ فيه عبقرية؛ فاقَ بها أقرانَه وشيوخَه ومعاصريه، وكان لكتابيه: «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»، و«أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك»؛ صدى في النفوس، ونال بهما منزلةً عاليةً لدى العلماءِ والأدباء.
قال عنه السُّيوطي ﵀: «وانفرد بالفوائدِ الغريبةِ، والمباحثِ الدقيقةِ، والاستدراكاتِ العجيبةِ، والتحقيقِ البارعِ، والاطلاعِ المفرطِ، والاقتدارِ على التَّصَرُّفِ في الكلام، والملكة التي كان يتمكنُ مِن التعبيرِ بها عن مقصودِه بما يريد، مُسْهِبًا ومُوجِزًا؛ مع التواضعِ والبرِّ والشَّفَقَةِ ودماثَةِ الخُلقِ ورقَّةِ القلب، قال ابن خلدون: ما زلنا ونحن بالمغربِ نسمعُ أنَّهُ ظهرَ بمصرَ عالمٌ بالعربيَّةِ يُقالُ له ابنُ هشام أنحَى مِن سيبويه، وكان كثيرَ المخالفةِ لأبي حيانَ، شديدَ الانحرافِ عنه».
1 / 12
وقال عنه يوسفُ بنُ الحسن الصالحي الحنبلي ﵀: «فصيحُ زمانه، وسيبويه أيَّامِه، صاحبُ المَعْرِفَةِ التَّامَةِ فى النحوِ واللغةِ والإعرابِ والقراءاتِ والحديثِ والفقهِ وغيرِ ذلك، وكان إمامًا فى العربيَّة، لم يُرَ مثله، وصنَّف كتاب «المغني» لم يصنَّف فى النَّحوِ مثله».
وقال الصَّفَدِيُّ ﵀: «الشيخُ الإمامُ العالمُ العلَّامةُ، حُجَّةُ العرب، أفضلُ المتأخرين، جمالُ الدين، أبو محمدٍ الأنصاريُّ الحنبليُّ المصريُّ، شيخُ النحو، ومَن قام في أمرِهِ بالإثباتِ والمَحْو، أظهرَ فيه الإبداعَ وصَنَّف، وقَرَّطَ الأسماعَ وشَنَّف، ونظر ودقَّق، وتعمَّدَ لَأَنْ تَعَمَّقَ وَحَقَّق، وناقضَ شيخَنَا أثيرَ الدِّينِ وحَجَّه، وعَدَلَ بمذاهِبِهِ عَنِ المَحَجَّة، وكاد يُمِيتُ ذِكْرَ أبي حيَّان، ويُرْدِي كُلَّ مَن جاءَ مِن جَيَّان، فلو عاصره سيبويه لحاكمَ الكِسَائِيَّ إليه، وفَصَلَ أمرَ المسألةِ الزُّنبُورِيَّةِ بينَ يدَيْه».
وقال أبو المحاسنِ يوسفُ بنُ تَغْرِي بردي ﵀: «كان بارعًا فى عدَّةِ علوم، لا سيما العربيَّة، فإنَّهُ كان فارسها، ومالك زمامها، وهو صاحبُ الشرحِ على ألفيةِ ابنِ مالكٍ فى النحو؛ المسمَّى بـ (التوضيح)، و(شرح البردة) و(شرح بانت سعاد)، وكتاب (المغني)، وغير ذلك».
مصنفاته:
لابن هشام مصنفات كثيرة منها:
١ - «الإعراب عن قواعد الإعراب».
٢ - «الألغاز النحوية».
1 / 13
٣ - «أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك».
٤ - «التحصيل والتفصيل لكتاب التذييل والتكميل».
٥ - «الجامع الصغير في علم النحو».
٦ - «شذور الذهب في معرفة كلام العرب».
٧ - «شرح بانت سعاد».
٨ - «شرح البردة».
٩ - «شرح جمل الزجاجي».
١٠ - «قطر الندى».
١١ - «قواعد الإعراب ونزهة الطلاب»، وهو كتابنا هذا.
١٢ - «نزهة الطرف في علم الصرف».
١٣ - «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب».
وفاته:
توفي ابنُ هشامٍ ﵀ ليلةَ الجُمُعَةِ في الخامسِ مِن ذي القعدة، سنةَ (٧٦١ هـ)، ودُفِنَ بعدَ صلاةِ الجُمُعَةِ بمقابرِ الصُّوفِيَّةِ خارج بابِ النَّصرِ بالقاهرة، نسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة وأن يتقبله في الصالحين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلم (^١).
_________
(^١) مصادر الترجمة: «النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة» لابن تغري بردي، و«أعيان العصر وأعوان النصر» للصفدي، و«الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة» لابن حجر، و«الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد» يوسف بن حسن الصالحي، و«بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة» للسيوطي، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد.
1 / 14
صور من المخطوط
1 / 15
طرة المخطوط
1 / 16
الورقة الأولى من المخطوط
1 / 17
الورقة الأخيرة من المخطوط
1 / 18
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ علَى سيِّدِنَا محمَّدٍ وعلَى آلِهِ وصحْبِه أجمعين، وبعدُ:
فهذهِ نُكَتٌ يسيرةٌ اختصرتُها مِن قواعدِ الإعراب؛ تسهيلًا على الطُّلَّاب، وتقريبًا على أُولِي الألباب، تنْحصرُ في ثَلاثةِ أبواب:
1 / 20
البابُ الأولُ: في الجُملةِ
وفيه أربعُ مسائلَ:
الأولى: أنَّ اللفظَ المفيدَ يُسمَّى كَلامًا وجملةً، وأنَّ الجملةَ تُسَمَّى اسميَّةً إنْ بدأتْ باسمٍ، نحوُ: «زَيْدٌ قَائِمٌ» (^١)؛ وفِعْليةً إنْ بدأتْ بفعلٍ، نحوُ: «قَامَ زَيْدٌ» (^٢)؛ وصُغْرى إنْ بُنِيَتْ على غيرِها، كـ «قَامَ أَبُوهُ» (^٣)، مِن قولِك: «زَيْدٌ قَامَ أَبُوهُ»؛ وكُبْرى إنْ كانَ في ضِمنِها جملةٌ كمجموعِ: «زَيْدٌ قَامَ أَبُوهُ» (^٤).
_________
(^١) «زَيْدٌ»: مبتدأٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. «قَائِمٌ»: خبرٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه.
(^٢) «قَامَ»: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ. «زَيْدٌ»: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه.
(^٣) انظر التالي.
(^٤) «زَيْدٌ»: مبتدأٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. «قَامَ»: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ. «أَبُوهُ»: «أَبُو»: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الواوُ؛ لأنَّه من الأسماءِ الخمسةِ، وهو مضافٌ، و«الْهَاءُ»: ضميرٌ مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ، في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ. والجملةُ من الفعلِ والفاعلِ في محلِّ رفعٍ خبرُ المبتدإِ «زَيْدٌ».
وقيل لجملة «قَامَ أَبُوهُ»: صغرى؛ لأنها بُنِيَتْ على غيرِها، كما قالَ المصنِّفُ ﵀؛ أي: أنَّ الجملةَ كاملةً جاءت خبرًا، ومَثَّلَ المُصَنِّفُ بالجملةِ الفعليةِ: «قَامَ أَبُوهُ». ومثالُ الجملةِ الاسميةِ: «أَبُوهُ قَائِمٌ»؛ مِن قولِك: «زَيْدٌ أَبُوهُ قَائِمٌ»، فـ «زَيْدٌ»: مبتدأٌ أوَّلُ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. «أَبُوهُ»: «أَبُو»: مبتدأٌ ثانٍ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الواوُ؛ لأنَّه من الأسماءِ الخمسةِ، وهو مضافٌ، و«الْهَاءُ»: ضميرٌ مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ. «قَائِمٌ»: خبرُ المبتدإ الثَّانِي «أَبُو» مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. وجملةُ «أَبُوهُ قَائِمٌ»: في محلِّ رفعٍ خبرُ المبتدإِ الأولِ «زَيْدٌ»؛ فجملةُ «قَامَ أَبُوهُ»، وكذلكَ جملةُ «أَبُوهُ قَائِمٌ» يسمِّيهِما النَّحْوِيُّونَ الجملةَ الصُّغْرى؛ لأنَّها وقعتْ خبرًا عن مبتدإٍ؛ فبُنيتْ على غيرِها.
1 / 21
المسألةُ الثانيةُ: الجملُ التي لها محلٌّ مِنَ الإعرابِ سبعٌ (^١):
أحدُها: الواقعةُ (خبرًا)، وموضعُها رفعٌ في بابَي «المبتدإِ»، و«إنَّ»، نحوُ: «زَيْدٌ قَامَ أَبُوهُ» (^٢)، و«إِنَّ زَيْدًا أَبُوهُ قَائِمٌ» (^٣)؛ ونصبٌ في بابَي «كَانَ»، و«كَادَ»، نحو: «كَانَ زَيْدٌ أَبُوهُ قَائِمٌ» (^٤)،
_________
(^١) أي: الجملُ التي لو وقَع في موضِعِها مفردٌ لَظَهَرَ فيه الإعرابُ، سواءٌ كان رَفْعًا أو نَصْبًا أو جَرًّا أو جزمًا؛ على حَسَبِ ما يَقْتَضِيهِ العاملُ.
(^٢) سبق إعرابُه.
(^٣) «إِنَّ»: حرفٌ ناسخٌ مبنيٌّ على الفتحِ، لا محلَّ لهُ مِنَ الإعرابِ. «زَيْدًا»: اسمُ «إِنَّ» منصوبٌ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظاهرةُ على آخرِه. «أَبُوهُ»: «أَبُو»: مبتدأٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الواوُ؛ لأنَّه من الأسماءِ الخمسةِ، وهو مضافٌ، و«الْهَاءُ»: ضميرٌ مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ. «قَائِمٌ»: خبرُ المبتدإِ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخِرِه. والجملةُ الاسميةُ «أَبُوهُ قَائِمٌ»: في محلِّ رفعٍ خبرُ «إنَّ».
(^٤) «كَانَ»: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ ناسخٌ، مبنيٌّ على الفتحِ. «زيدٌ»: اسمُ «كَانَ» مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضمةُ الظاهرةُ على آخرِه. «أَبُوهُ»: «أَبُو»: مبتدأٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الواوُ؛ لأنَّه مِن الأسماءِ الخمسةِ، وهو مضافٌ، و«الْهَاءُ»: ضميرٌ مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ، في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ. «قائمٌ»: خبرُ المبتدإِ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. والجملةُ الاسميةُ «أَبُوهُ قَائِمٌ»: في محلِّ نصبٍ خبرُ «كَانَ».
1 / 22
و«كَادَ زَيْدٌ يَفْعَلُ» (^١).
الثانيةُ والثالثةُ: الواقعةُ (حَالًا)، والواقعةُ (مَفْعُولًا)، نحوُ: «جَاءَ زَيْدٌ يَضْحَكُ» (^٢)، و«قَالَ زَيْدٌ: عَمْرٌو مُنْطَلِقٌ» (^٣).
والرابعةُ: (الْمُضَافُ إِلِيْهَا)، ومحلُّها الجرُّ، نحوُ: ﴿يوم هم بارزون﴾ [غافر: ١٦] (^٤)، ﴿يوم ينفع [٣] الصادقين﴾ [المائدة: ١١٩] (^٥).
_________
(^١) «كَادَ»: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ مبنيٌّ على الفتحِ. «زَيْدٌ»: اسمُ «كَادَ» مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه .. «يَفْعَلُ»: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه، والفاعل ضميرٌ مستترٌ، تقديرُه «هو»، والجملةُ من الفعلِ والفاعلِ المستترِ في محلِّ نصبٍ خبرُ «كَادَ».
(^٢) «جَاءَ»: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ. «زَيْدٌ»: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. «يَضْحَكُ»: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ، تقديرُه «هو»، والجملةُ الفعليَّةُ «يَضْحَكُ»: في محلِّ نصبٍ حالٌ، والتقديرُ: جاءَ زيدٌ ضاحِكًا.
(^٣) «قَالَ»: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ. «زَيْدٌ»: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. «عَمْرٌو»: مبتدأٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. «مُنْطَلِقٌ»: خبرٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه، والجملةُ الاسميةُ «عَمْرٌو مُنْطَلِقٌ»: مقولُ القولِ، في محلِّ نصبٍ مفعولٌ به.
(^٤) حتى يتضحَ الإعرابُ لا بدَّ مِن ذِكْرِ الآيةِ السَّابقة؛ قالَ تعالى: ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ﴾؛ ﴿يَوْمَ﴾ الثانيةُ: بدلٌ مطابقٌ مِن ﴿يوم﴾ الأولى، منصوبٌ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظاهرةُ على آخرِه. ﴿هُم﴾: ضميرٌ منفصلٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ رفعٍ مبتدأٌ. ﴿بارزونَ﴾: خبرٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه الواوُ؛ لأنَّه جمعُ مذكرٍ سالمٌ، وجملةُ ﴿هم بارزونَ﴾: في محلِّ جرٍّ بالإضافةِ؛ لأنَّها بعدَ الظَّرفِ.
(^٥) قال تعالى: ﴿هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ﴾؛ ﴿هذا﴾: «ها»: حرفُ تنبيهٍ لا محلَّ لهُ مِنَ الإعرابِ. «ذا»: اسمُ إشارةٍ مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ مبتدأٌ. ﴿يوم﴾: خبرٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. ﴿ينفَعُ﴾: فِعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. ﴿الصادقينَ﴾: مفعولٌ بهِ مقدَّمٌ منصوبٌ، وعلامةُ نصبِه الياءُ؛ لأنَّه جمعُ مذكرٍ سالمٌ. ﴿صدقُهم﴾: «صِدْقُ»: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه، و«الْهَاءُ»: ضميرٌ مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ، و«الْمِيمُ»: علامةُ جمعِ الذكورِ مبنيَّةٌ على السكونِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعراب. وجملةُ ﴿يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ﴾: في محلِّ جرٍّ بالإضافةِ.
1 / 23
والخامسةُ: الواقعةُ (جَوَابًا لِشَرْطٍ جَازِمٍ)، إذا كانتْ مقرونةً بـ «الْفَاءِ»، أو بـ «إِذَا الْفُجَائِيَّةِ»، نحوُ: ﴿من يضلل الله فلا هادي له﴾ [الأعراف: ١٨٦] (^١)، ونحوُ: ﴿وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون﴾ [الروم: ٣٦] (^٢).
_________
(^١) ﴿مَنْ﴾: شرطيَّةٌ جازمةٌ، وهي اسمٌ مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ نصبٍ مفعولٌ به مُقَدَّمٌ. ﴿يُضلل﴾: فعلُ الشرطِ، مُضارعٌ مجزومٌ، وعلامةُ جزمِه السُّكونُ الذي حُرِّكَ بالكسرِ؛ لالتقاءِ السَّاكنينِ. ﴿اللهُ﴾: لفظُ الجلالةِ فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. ﴿فَلَا﴾: «الْفَاءُ»: رابطةٌ لجوابِ الشَّرطِ، لا محلَّ لها من الإعرابِ، «لَا»: نافيةٌ للجنسِ، لا محلَّ لها من الإعرابِ (وهي تعملُ عملَ «إنَّ» بشروطٍ معينةٍ مذكورةٍ بالتفصيلِ في كتبِ القواعدِ النَّحْويَّةِ). ﴿هادِيَ﴾: اسمُ «لَا» مَبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ نصبٍ، وهو مفردٌ؛ ليسَ مُضافًا ولا شبيهًا بالمُضافِ؛ فلذلكَ بُنيَ على ما يُنصبُ بهِ. ﴿لَه﴾: «اللَّامُ»: حرفُ جرٍّ لا محلَّ له من الإعرابِ، و«الْهَاءُ»: ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ جرٍّ بـ «اللَّام». وشبهُ الجملةِ ﴿لَه﴾ متعلِّقٌ بمحذوفٍ، هو خبرُ «لَا». وجملةُ «لَا هَادِيَ لَهُ»: في محلِّ جزمٍ جوابُ الشَّرطِ.
(^٢) ﴿وإن﴾: «الْوَاوُ»: حرفُ عطفٍ مبنيٌّ على الفتحِ، لا محلَّ له من الإعرابِ، «إِنْ»: شرطيَّةٌ جازمةٌ، وهي حرفٌ مبنيٌّ على السُّكونِ، لا محلَّ له من الإعرابِ. ﴿تُصبْهم﴾: «تُصِبْ»: فعلُ الشَّرطِ، مضارعٌ مجزومٌ، وعلامةُ جزمِه السُّكونُ، و«الْهَاءُ»: ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ به، و«الْمِيمُ»: علامةُ جمعِ الذكورِ مبنيَّةٌ على السكونِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعراب. ﴿سيِّئةٌ﴾: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه .. ﴿بما﴾: «الْبَاءُ»: حرفُ جرٍّ، لا محلَّ له مِن الإعرابِ، و«مَا»: اسمٌ موصولٌ مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ جرٍّ بـ «الْبَاءِ». والجارُّ والمجرورُ ﴿بما﴾ مُتعلِّقانِ بـ ﴿تُصبْهم﴾. ﴿قدَّمت﴾: «قَدَّمَ»: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ. و«تاءُ التأنيثِ»: حرفٌ مبنيٌّ على السُّكونِ، لا محلَّ لهُ من الإعرابِ. ﴿أيديهم﴾: «أيدي»: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ المقدَّرةُ على الياءِ، منَعَ مِن ظُهورِها الثقلُ، وهو مضافٌ، و«الْهَاءُ»: ضميرٌ متَّصلٌ مبنيٌّ على الكسرِ في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليه، و«الْمِيمُ»: علامةُ جمعِ الذكورِ مبنيَّةٌ على السكونِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعراب. وجملةُ ﴿قدَّمت أيدِيهم﴾: صلةُ الموصولِ، لا محلَّ لها مِن الإعرابِ. ﴿إذا﴾: فُجائيَّةٌ، وهي حرفٌ مبنيٌّ على السُّكونِ، وقد نابتْ عن الفاءِ في ربطِ الجوابِ بالشرطِ. ﴿هم﴾: ضميرٌ منفصلٌ مبنيٌّ في محلِّ رفعٍ مبتدأٌ. ﴿يقنطُونَ﴾: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه ثبوتُ النونِ؛ لأنَّه مِن الأفعالِ الخمسةِ، و«وَاوُ الْجَمَاعَةِ»: ضميرٌ متَّصلٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ. وجملةُ ﴿يقنطُونَ﴾: في محلِّ رفعٍ خبرُ المبتدإ. وجملةُ ﴿إذا هُم يقنطُونَ﴾: في محلِّ جزمٍ جوابُ الشرطِ.
1 / 24
والسادسةُ والسابعةُ: «التَّابِعَةُ لِمُفْرَدٍ أَوْ جُمْلَةٍ لَهَا مَحَلٌّ»، فالأولى: ﴿من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه﴾ [البقرة: ٢٥٤] (^١)، فالجملةُ
_________
(^١) قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ﴾؛ ﴿مِن﴾: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على السُّكونِ، لا محلَّ له من الإعرابِ. ﴿قبلِ﴾: اسمٌ مجرورٌ بـ ﴿من﴾، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهرةُ على آخرِه، وشبهُ الجملةِ ﴿مِن قبلِ﴾ متعلِّقٌ بـ ﴿أنفقوا﴾. ﴿أَنْ﴾: حرفٌ مصدريٌّ ناصبٌ مبنيٌّ على السُّكونِ، لا محلَّ له مِن الإعرابِ. ﴿يأتي﴾: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بـ «أَنِ الْمَصْدَرِيَّةِ»، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظاهرةُ على آخرِه. والمصدرُ المؤوَّلُ ﴿أنْ يأتيَ﴾: في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ. ﴿يوم﴾: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. ﴿لَا﴾: حرفُ نفيٍ مُهمَلٌ مبنيٌّ على السُّكونِ، لا محلَّ له من الإعرابِ. ﴿بيعٌ﴾: مبتدأ مرفوع، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. ﴿فيه﴾: «فِي»: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على السُّكونِ، لا محلَّ لهُ من الإعرابِ، و«الْهَاءُ»: ضميرٌ متَّصلٌ مبنيٌّ على الكسرِ، في محلِّ جرٍّ بـ «فِي». وشبهُ الجملةِ ﴿فيه﴾ متعلِّقٌ بمحذوفٍ، خبرُ المبتدإِ. والجملةُ الاسميَّةُ ﴿لا بيعٌ فيه﴾: في محلِّ رفعٍ نعتٌ لـ ﴿يوم﴾.
1 / 25