"الاسستناء قوله في الاستثناء (وبحاشا إلى إن نصبت...) أما حاشا فلم يحفظ سيبويه فيها إلا انخفض وهي عنده حرف(1). وقد نقل الأخفش وغيره النصب(2) بها ومن كلام العرب: اللهم اغفر لي ولمن سمعنى حاشا الشيطان وأبا الأصبغ وقال الشاعر: حاشا قريشا فإن الله فضلها على البرية بالإسلام والدين(3) ووأما "خلا وعدا" فحفظ فيهما النصب والخفض. فالنصب على أنهم فعلان(4) فاعلهما مضمر عائد على المصدر المفهوم من الحكم المسند للمستثنى من ويجب إضماره. فإذا قلت: قام القوم حاشا زيدا... ففي "حاشا" ضمير الود على المصدر المفهوم من "قام" فكأنك قلت : قام القوم جانب هو، أي - القيام زيدا. والجملة من الفعل والفاعل والمفعول جوز فيها النحاة وجهين أحدهما أنها لا موضع ها الإعراب مع تعلقها بما قبلها، وإنما كان ذلك، لأن الهذه الجملة وقعت موقع غير الجملة . كأنك قلت: إلا زيدا، والاصل في ادوات الاستثناء "إلا" فكما أن "إلا زيدأ" لا موضع له من الإعراب مع تعلقه ما قبله، فكذلك هذه.
اوالثاني : أنها في موضع نصب على الحال، وينبغي أن يستثنى هذا من قولهم : إن الفعل الماضي لا يقع حالا إلا مع "قد" ظاهرة أو مقدرة، فإن زيد قبلهما "ما" فقد أجاز الجرمي(5) زيادة "ما" وخفض ما بعدهما، والأكثر على انظر الكتاب 359/1.. "ومما جاء من حروف الإضافة فيه معنى إلا وليس باسم فحاشام.
انظر أوضح المسالك لابن هشام 293/1 .
الشاهد للفرزدق. انظر الديوان 381، وشرح ابن عقيل 139/1، وشرح الأشموني 195/4، وحاشية الصبان 164/2، واهمع 232/1، والدرر اللوامع 196/1.
في الأصل على أنها أفعال فاعلها...
(5) صالح بن إسحاق البصري مولى جرم بن زبان من قبائل اليمن، كان فقيها عالما بالنحو واللغة، مات سنة 225ه انظر: تآريخ بغداد 313/9، وبغية الوعاة 8/2.
104
Unknown page