259

Nukat Fi Quran

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

Investigator

د. عبد الله عبد القادر الطويل

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

الدليل من هذه الآية: أن ﴿أَنَاْ﴾ من ضمائر الرفع، وقد عطفه على ﴿أَنَّ﴾ على مذهب من جعلها في موضع نصب. ونصب ﴿أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ على الحال، والكوفيون يسمون الحال (قطعًا)، وربما قالوا: نصب على الاستثناء. واختلف في الأمة هاهنا: فقيل: الأمة الملة، وهوقول الحسن وابن جريج، أي: دينكم دين واحد، والأمة قد تقع على الدين، نحو قوله: ﴿وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ﴾ [الزخرف: ٢٢] أي: على دين. قال النابغة: حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع وقيل: الأمة هاهنا الجماعة، والمعنى: جماعتكم جماعة واحدة في الشريعة، والجماعة تسمى أمة. نحو قوله تعالى: ﴿وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ﴾ [القصص: ٢٣] . والأمة في غير هذا المكان: الحين، ومنه: ﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: ٤٥] . والأمة: الرجل العالم المنفرد، نحو قوله: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾ [النحل: ١٢٠] . والأمة: القرن من الناس وغيرهم، نحو قوله تعالى: ﴿أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ [الأنعام: ٣٨] . والأمة: القامة، نحو قول الشاعر: وإن معاوية الأكرمين حسان الوجوه طوال الأمم * * * قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: ٧٦]

1 / 352