وما من هذه الأحوال وغيرها إلا ما وسمته بشيء من النظم وأنا مورد منه ما يكون شاهدًا لما ذكرته لما جلس شاور في دار الذهب قام الشعراء والخطباء ولفيف الناس إلا الأقل ينالون من بني رزيك وضرغام نائب الباب يحيى بن الخياط أسفهسلار العساكر وكانت بيني وبين شاور أنسة تامة مستحكمة فأنشدته قصيدة في اليوم الثاني من جلوسه والجمع حافل أولها.
[بسيط]
صحّت بدولتك الأيام من سقمِ ... وزال ما يشتكيه الدهر من ألمِ
زالت ليالي بني رزيك وانصرمتْ ... والحمدُ والذمُّ فيها غيرُ منصرمِ
كأن صالحهم يومًا وعادلهم ... في صدر ذا الدست لم يقعد ولم يقم
هم حركوها عليهم وهي ساكنة ... والسلمُ قد تُنبت الأوراقَ في السلم
كنا نظن وبعض لظن مأثمة ... بأن ذلك جمٌ غيرُ منهزمِ
فمذ وقعت وقوعَ النسر خانهمُ ... من كان مجتمعًا من ذلك الرحمِ
1 / 69