كاملة وبعض أخرى حتى هلك الحرث والنسل ومات الناس في بيوتهم فلم يجدوا من يدفنهم وعمّت قطيفة البلوى فخرجت عنذا سنة ثلاثين وخمسمائة ونحن من أشبه الناس حالًا وفينا بعض التماسك بسبب مال كانت والدتي ورثته عن أبيها المثيب بن سليمان واستغنت عنه حتى احتاجت إليه في وقت الشدّة.
وفي سنة إحدى وثلاثين دفعت لي والدتي مصوّغًا لها لألف دينار ودفع لي أبي أربع مائة دينار وسبعين وقالا لي تمضي مع الوزير مسلم بن سخت إلى زبيد وتنفق هذا المال عليك ولا ترجع إلينا حتى تفلح فقد احتسباك عند الله وصبرنا عنك وكان بينا وبين زبيد في مهبّ الجنوب تسعة أيام فانزلي الوزير في داره مع أولاده ولازمت الطلب فأقمت أربع سنين لا أخرج من المدرسة إلا لصلاة يوم الجمعة ثم زرت الوالدين في
1 / 21