247

Nujcat Raid

نجعة الرائد وشرعة الوارد

Publisher

مطبعة المعارف

Publisher Location

مصر

وَتَسَاهَمَا الْوَفَاء، وَتَقَاسَمَا الصَّفَاء، وَهُمَا مُتَصَافِيَانِ عَلَى الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ، وَقَدْ تَقَلَّبْت مَعَ فُلانٍ فِي الشِّدَّةِ وَالْخَفْضِ، وَشَاطَرْتهُ صَرْعَيِ الرَّخَاء وَالْجُهْد، وَهُوَ الصَّدِيقُ لا يُذَمُّ عَهْده، وَلا يُتَّهَمُ وُدّه، وَلا يَهُنْ عَقْده، وَلا يُخْشَى غَدْرُهُ. وَبَيْنِي وَبَيْنَ فُلانٍ مَوْثِق، وَمِيثَاقٌ، وَعَهْد، وَذِمَّة، وَذِمَام، وَوَلاء، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ حَبْل مُحْصَف، وَقَدْ رَسَخَتْ بَيْنَنَا قَوَاعِدُ الْمَوَدَّةِ، وَتَوَثَّقَتْ عُرَى الْمُصَافَاة، وَاسْتَحْصَفَتْ أَسْبَاب الْوَلاءِ، وَاسْتَحْصَدَتْ مَرَائِر الْحُبّ، وَأُمِرّ حَبْل الإِخَاء، وَتَأَكَّدَتْ عُقْدَة الإِخْلاصِ. وَتَقُولُ: فُلان مُتَحَبِّبٌ إِلَى النَّاسِ، وَمُتَوَدِّد إِلَيْهِمْ، وَقَدْ أُوتِيَ مَحَابّ الْقُلُوب، وَاجْتَمَعَتْ الْقُلُوبُ عَلَى مَحَبَّتِهِ، وَاتَّفَقَتْ عَلَى وَلائِهِ، وإِنَّ فُلانًا لَيُحَبِّبُهُ إِلَى كَرَمِ شَمَائِلِهِ، وَأَحْبِبْ إِلَيَّ بِهِ، وَحَبَّذَا هُوَ مِنْ رَجُل. وَتَقُولُ: خَطَبْت وُدَّ فُلان إِذَا سَأَلْتهُ الْمُصَافَقَة عَلَى الْوِدَادِ. وَأَرَى لَك صَوْرَةً إِلَى فُلانٍ أَيْ مَيْلَة إِلَيْهِ بِالْوُدِّ وَيُقَالُ فِي خِلافِ ذَلِكَ: هُوَ يَبْغُضُ فُلانًا، وَيَقْلِيه، وَيَقْلاهُ، وَيَشْنَأهُ، وَيَمْقُتهُ، وَيَكْرَههُ. وَبَيْنَ الرَّجُلَيْنِ بُغْضٌ، وَبِغَضَةٌ،

1 / 237