فإذا مَرِضْتَ ... ولا مَرِضْتَ فإنَّهُ مَرَضُ الرِّيَاحِ يَطيبُ فيهِ نثاها
ولحين تعرفي هذا النبأ لم أَطْعَم النومَ هنيا، ولا اقتطفت الأمل جنيا، ولا زلت بتحقيق نبأ الإبلال مَعنيا، حتى ثَبَتَ سَنَدُه، واستقام أَوَدُه، وكَثُرَ من رَاويهِ عَدَدُه، فكتبت أهنئ نفسي بسلامة شُقَّتِها، ومَظِنَّة مِقَتِها، وحفظ ثُمالها، وحراسة رأس مالها، ولو تمثلت لي القوى الطبيعية في الخارج لَعَرَفَت حقدي، ورابها في سوء التصرف نقدي، أو نسى ... لعَتَبْتُها، أو النَّصْبَة المباركة لَقَرَّرْتُها بنظري ورتبتها، لكن أحوالٌ تشذ عن الاستطاعة، ولا تدين في غير سبيل البخت والاتفاق بالطاعة، فلنسأل الله خير ما لديه، ونثق به في حفظ ذلك الجلال ونتوكل عليه. وقد كنت تعرفت أن سيدي زاد عنده مولود مبارك، فبادرت بما يصله، فإن كان الخبر حقًا، لم يكن مني إغفال، وإن كان مُنتظرًا فهو فال والسلام.
هَنيئًا أبا الفَضْلِ الرِّضا أو أبا زَيْدِ ... وأُمِّنْتَ مِنْ بَغْيِ تخافُ وَمِنْ كَيْدِ
بِطَالِعِ يُمْنٍ طالَ في السَّعْدِ شَأوُهُ ... فما هُوَ مِنْ عَمْرو الرِّجال ولا زيدِ
وَقيِّدْ بشُكْرِ الله أنْعُمَهُ التي ... أوابِدُها تأبى سِوى الشُّكر مِن قَيْدِ
أهلًا بِدُرِّيِّ المكاتب، وصَدْرِيِّ المراتب، وعُتْبَي الزمان العاتب، وبِكر المُشتَري والكاتب، ومرحبًا بالطالع، في أسعد المطالع، والثاقب في أحلى المراقب، وسهلًا بِغَنيِّ البشير، وعزَّةِ الأهل والعشير، وتاجِ المفخر الذي يقصر عنه تاجُ كسرى وأردشير. الآن اعتَضَدَت الحِلَّةُ الحضرميةُ بالفارس، وأَمِنَ السَّارح في حمى الحارس، وسَعِدَت بالنَّيِّر الكبير أفلاكُ التَّدْوير من حَلَقاتِ المدارس، وقرَّت بالجَنَي الكريم عينُ الغارس واحتُقِرَت أنظار الآبلي وأبحاث ابن الدارس، وقيل للمشكلات: طالما أَلِفْتِ الخِمْرة وأمْضَيْتِ على الأذهان الإمرة، فتأَهُّبي للغارة المبيحة لحماك، وتحيَّزي إلى فئة البطل المستأثر برشف لَمَاك. ولله من نَصْبَةٍ احتفى فيها المُشْتَري واحتفل، وكفى القمر سِنِيَّ تَربيتِها وكَفَل، واختال عُطَارِدُ في حُلَل الجَذَل لها ورَفَل، واتضحت الحدود وتهلَّلت الوجوه، وتنافست المثلثات تؤمل الحظ وترجوه، ونبَّه البيت على واجبِه، وأشار لحظ الشَّرَف بحاجبه، وأسرع نيِّرُ النَّوْبة في الأَوْبة، قائمًا في الاعتذار مقام التوبة، واستأثر بالبروج المُوَلَّدِة بيتُ البنين، وتخطَّت خطا القمر رأس الجَوْزَهِرَّ وذَنَب التِّنِّين، وساوَق منها حُكْمَ الأصل حَذْوَكَ النّعلَ بالنَّعل تَحويلُ السِّنين، وحقَّق هذا المولود بين الموالد نسبة عُمُرِ الوالد، فتجاوز درجة المئين، واقترن بعاشرهِ السَّعْدان اقتران الجسد، وثَبتَ بدقيقة مركزة قلبُ الأسد، وسرَقَ من بيْتِ أعدائه خُرْثِيَّ الغِلّ والحسد، ونَظَّفت طرق التسيير، كما يُفعل بين يدي السادة عند المسير، وسقَطَ الشيخ الهرم من الدرج في البير، ودُفع المقاتل إلى وبال كبير.
لِمْ لا تنالُ العُلَى أو يُعْقَدُ التَّاجُ ... والمُشْتَري طالِعٌ والشمسُ هِيلاَجُ
والسَّعْدُ يَرْكُضُ في مَيدانِهِ مَرِحًا ... جَذْلاَنَ والفَلَكُ الدَّوَارُ هِمْلاَجُ
1 / 32