Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genres
وأما العيون من أكابر الشيعة وهم طبقتان كما تقدم في ذكر عيون من الأشراف الشاهدون لدعوته، والملبون لدعوته، والقائمون بنصرته، ومن تلاهم ولحق بهم في مدته، فأولهم إمام الشيعة الأبرار، وقاموس علمهم التيار، وزاهدهم المشهور، وواعظهم[ق/58] المؤثر في الصدور، نجم الدين، وعمدة الزاهدين: يوسف بن علي بن محمد الحماطي، نسب إلى بطن من الحنائف وبلاد الحجرة يسمون بني حماطة، وكان والده من أهل اليسار، ومن بيت رئاستهم فانقطع إلى الله سبحانه وتعالى، ووقف أمواله وتصدق بها، واحتفر بئرا عليها منافع [أهل] بلده، وهاجر إلى الله متبتلا وخالط الفقهاء وأخذ عنهم، واستقر في بلاد آنس في موضع من بني قشيب يسمى بني رشيد، وتزوج منهم بمشورة بعض الفضلاء، وعكف على العبادة وعرف فضله، وله كرامات تذكر، وقبره في البلد المذكور، عليه مشهد مزور مشهور، إليه الزيارة والنذور، وفي آخر أيامه قصد الفقهاء العلماء أهل هجرة مصدح ذرية العابد المشهور ولا يزال قريبا منه فإنه معروف بالعبادة، ويروى أنه كان يقسم القرآن جميعه في ركعتين في كل ليلة فزوجوه امرأة عابدة منهم، فحملت بسيدنا نجم الدين يوسف رحمه الله، فنشأ على الزهادة والورع والإحتياط، ثم ارتحل للعلم فأحرز منه ما يطول حتى إنه لحقه بعض ألم من شدة الكدح، فهبط زبيد فلقي شيوخ فقهائها فأخذ عنهم علما كثيرا من علوم العامة، ثم قصد مكة المشرفة وأخذ علما كثيرا وانتشر ذكره، وكان يكره أن يعرف حاله أحد، فعاد إلى اليمن وأقام في فللة المحروسة وسم مدة، وعاد بلاده، وكان حريصا على التعليم والإرشاد، ولا يعلم أنه علم ببدعة إلا ردها، وله رسائل، وهجر ومواضع معروفة حتى كان في أمره ما ظهر، واستشهد رضوان الله عليه مسموما، وهو في الأسر في عام سبع وألف[1598م]، وقبره مشهور في أعلى المقبرة في (خزيمة) إلى جهة نقم رحمة الله عليه ورضوانه.
ومنهم: ولده المجاهد العالم الفصيح الماجد جمال الدين علي بن يوسف الحماطي رحمه الله، كان رحمه الله معروفا بالفهم والاطلاع على دقائق العلم مع الهمة العالية والنفس الأبية، والسخاء والشجاعة، استشهد رحمه الله في الحيمة عام خمس عشرة وألف في شهر صفر من هذا العام[1606م]، وقبره في محرم معمور عليه مشهد مزور رحمه الله.
ومنهم: إمام الشيعة في بلاد صعدة القاضي العلامة المجاهد المحقق لعلوم العترة متنا وسندا، شمس الدين أحمد بن صلاح الدواري الصعدي، كان رحمه الله من عيون العلماء وأهل الجهاد والإرشاد والاحتياط، نهض بدعوة الإمام الناصر لدين الله الولي أمير المؤمنين الحسن بن علي بن داود عليه السلام [ق/59]، ثم بدعوة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، توفي في شهر [...........] عام ثمان عشرة وألف[1609م].
Page 317