Al-nubdha al-mushīra ilā jumal min ʿuyūn al-sīra
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genres
فالسلام عليكم، وإنا لنحمد الله الذي لا إله إلا هو إليكم، وتعرفون أن حب الدنيا من الكبائر، قال الله سبحانه: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}، وقال صلى الله عليه وآله وسلم:((حب الدنيا رأس كل خطية)) وقد عرفنا ذلك وعقلناه عن الله سبحانه وأمنا به فلم نقم بحمد الله محبة الدنيا، وإنما قمنا لله غاضبين ولأعدائه محاربين، فلما علم الله سبحانه منا ما علمه فتح لنا فتحا مبينا، ونصرنا على أعدائه نصرا عزيزا فلما أخذنا من عدو الله وعدو المسلمين بالمخنق أعمل السيد عبد الله بن علي وولده الحيلة في التوصل إلى الدنيا وحطامها، وكتب لنا كتابا يبذل فيه [ق/201] معاونته على الظالمين، قال:في كتاب كتبه إلينا بخط يده مالفظه: وقد اتصل بمسامعنا ما صرتم بصدده من الانتصار لجهاد أعداء الله الفجار وما ذاقوا من النكال والوبال في تلك الأقطار، وما من الله به على الفضلاء الأخيار من عز الدين وعلو مناره من الهمة العلية، والنهضة المباركة الزكية، التي شفت الصدور وقصمت من أعداء الله الظهور، ثم ساق كلاما تركته خشية التطويل إلىأن دعا لنا بدعاء وقال فيه:ويجعلنا وإياكم من المتعاونين على البر والتقوى في كل وقت وأوان، فلما طمعنا في معاونته وأذنا له في التناول من الجهات مايستعبن به على جهاد الظالمين وثب علينا كما يثب الهر على الرية وجنح إلى الظالمين حتى قال: في بعض مكاتباته يمدح الأتراك إن الله شاد بهم منار الدين، وأنهم أحيوا سنة سيد المرسلين، وأنتم أيها الناس بحالهم غير جاهلين ليس همهم إلا سفك الدماء وشرب الخمور، ونكح الذكور وتهييج الشرور.
Page 550