160

Nubdha Mushira

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Genres

ثم قالوا: بلغنا أن عراف البتامي كان حمل مع الإمام رايته يوم قرن الوعر، وسار معه وقد وصل هذه الليلة، قال فطلبوه على صفة فوصل وأخبر بخروج الإمام إلى الموضع المذكور من بلاد عيال أسد وأنه وصل بكتب إلى السادة وغيرهم فأحضروه وأحضروا معه من أخرجني إلى بلاد العصيمات فأقبل إلينا جماعة رفقونا حتى صرنا إلى جانب حوث، وبلغنا دخول الأمير حسن بن ناصر الغرباني، والسيد الهادي الغرباني، والشيخ المجاهد علي بن وهان العذري ومن انضم إليهم المصنعة سفال بلاد الصبيحات من وادعة وأن الحرب عليهم من المحاط التي في وادعة قائمة، وأن الأمير عبد الله بن المعافا جمع من عنده ومشائخ الأهنوم، والعسكر الذين اجتذبهم من ملاح الأهنوم واتصلوا بأمراء العجم الذين في وادعة، وكانوا كما ذكر السيد العلامة أحمد بن محمد نفع الله به نحو خمسة عشر ألفا وخيلهم ثمانمائة فارس، والحرب على السادة قائمة فأغرنا في جماعة من العصيمات، فحصلت حروب وملازمة شديدة، ووصل الشيخ المجاهد محمد بن صلاح البحش وجماعة من أصحابه من عند الإمام مددا، وفيهم عسكر وبيارق وسلاح حسن، فكان لوصولهم موقع، وأصيب الأمير الحسن بن ناصر في رجله حتى شلت، وعاش بعدها زمانا طويلا حت مات رحمه الله في السنة التي مات فيها حي مولانا عليه السلام، واستشهد السيد الهادي الغرباني القاسمي رحمه الله، وحملوه ثم السيد علي بن المهدي الآنسي بصائبة في كتفه، وحملوه إلى عند الإمام عليه السلام فوافاه وهو على أهبة الغارة بنفسه إلى وادعة، وأرسل الحاج المجاهد شمس الدين أحمد بن عواض رحمه الله يلتمس غارة، فاحتبسوا له في موضع حتى وصل في جماعة ليسوا بالكثير، وكان في وادعة محاط العجم كثرة، وفي بهمان كذلك، وفي خمر كذلك فلم يتمكن الإمام أن يتصل بوادعة، فاختفوا في موضع قريب من الحبلة حتى جاء الليل ودخلوا حدود وادعة وإذا بالبشرى والتنصير بظهور المجاهدين عليهم، وأن وادعة كلها مالوا إلى جانب الحق وأن عسكر الأهنوم الذين كانوا مع ابن المعافا خرجوا إلى جانب المحطة، وحاربوا مع جنود الحق، فبينا نحن كذلك وإذا بالقاضي هادي [ق/107] بن يحيى بشاري العنسي العذري ينادي بأعلى صوته: البشارة يا أمير المؤمنين هؤلاء قبائل الأهنوم وعذر تواثقوا رهائن لبعضهم بعضا، وأجابوا كلمة الحق وأوقدوا النار واجتمعوا للجهاد، وطردوا من بقي في بلادهم من أصحاب المعافا، وطلبوا المبادرة بوصولك إلى بلادهم لئلا ينتقض عليهم ما عقدوا أو كما قال.

Page 398