154

Nubdha Mushira

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Genres

ولما وصلنا إلى الإمام عليه السلام، وكان قد لحقنا من الغم الشديد للهزيمة ونرى أنا قد فررنا من الزحف، فلما رآنا استقبلنا بوجه طلق ويضحك إلينا ويقول: هذا أول يوم بيننا وبين الظالمين، ثم أخذ يحقرهم ويصغرهم، ويقول: لو كان معنا لهم أهبة لأخذناهم عن آخرهم وكذا وكذا حتى ذهب ذلك من صدورنا جميعا وكان قد انحدر معنا الرأس من البقر، فأخبرنا الإمام عليه السلام فقال: ساعتكم أتموا عملكم فشويناه وأكلنا، وقد اجتمع إليه عليه السلام بين الشجر نحو أربعمائة أو خمسمائة نفر، قال: فرأيناه يوقع للسيد أحمد عليه السلام توقيعات بيده الطاهرة ويساره، ثم يقوم إلى قوم من الناس فيخلو بهم بين الشجر ثم يتودعونه ويذهبون ثم لا ندري أين يذهبون، فلما فرغ من ذلك وأمر أصحاب الشيخ علي بن وهان أن يذهبوا به إلى جهة المشرق ففعلوا ثم طلبنا بالأهنوم إلى تحت شجرة قال: وتكلم معنا بكلام بليغ لم أضبطه وفيه المواعظ حتى بكينا، ثم قال: تبايعوني على الموت وأن نقاتل من دون صنعاء حتى ندخلها فنغير ما فيها من المنكرات، قال: فبايعناه على ذلك ونحن نعتقد ذلك أنه يكون من قوة اليقين والثقة بالله وبما سمعنا منه عليه السلام حتى أن فلانا منا قال: يا مولانا فإذا دخلت صنعاء ونسيتنا يا هؤلاء، فتبسم عليه السلام وقال: لا يكون إن شاء الله تعالى، ثم قال: كم أنتم حين وصلتم إلينا هذه المرة؟ قلنا: خمسة وثلاثون نفرا، فقال: تذهبون على اسم الله وادخلوا البلاد ليلا، ثم ادعوا أهل الصبر على الجهاد والعزائم فأقل (حالة كل) رجل منكم يدعو[ق/100] رجلا مثله فتأتونا إن شاء الله حيث نطلبكم سبعون رجلا أو كما قال.

Page 386