Not provided
أعلام المدرسة الحديثية البغدادية المعاصرة
Publisher
بحث مقدم في المؤتمر العلمي الثاني في جامعة الأنبار ١٢/جمادي الأول /١٤٣٣هـ
Genres
أستاذنا الدكتور متعنا الله به، وهذه الجامعة بحق تعد أعظم صرحٍ أكاديمي شرعي أسّس في العراق في العصر الحديث، وهي الجامعة الاسلامية الوحيدة (لأهل السنة والجماعة) لو قدّر لهذا الصرح الاستمرار، إذ أسّسها استاذنا على قواعد ومناهج رائعة، وجمع لها أساتذة وعلماء ندر أن يجتمع مثلهم في جامعة واحدة، وكان على رأسهم أستاذنا المحقق المتَرْجَم -حفظه الله- وشيخنا المحقق صبحي السامرائي، وأستاذنا الفقيه الأصولي هاشم جميل، وأستاذنا الفقيه أبو اليقظان الجبوري-﵀، واستاذنا النحوي الفذ معن العجلي، وغيرهم كثير جدًا، لا يتسع المقام لذكرهم، وضمّت طلاب من أصقاع الدنيا من العراق، والسعودية، والكويت، والأردن، وسوريا، وماليزيا، وقرقيزيا، ومن غالب جمهوريات روسيا الأخرى، ومن الباكستان، وأذربيجان ....،فكنّا في سكن الطلبة آنذاك نحيا حياة طلبة العلم، فتخرج فيها طلاب انتشروا في كثير من الجامعات في العالم، فكانت شوكة في عيون أهل البدع والزيغ، ولا زال يتآمر عليها من يتآمر حتى حلّ بها ما حلّ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم كاد باستاذنا بعض النّاس ممن ضلّ الوفاءُ طريقَ قلبه! فوشيَ به إلى صدام يومئذٍ أنّه - سلفي-،وأنّه حول الجامعة إلى مرتع خصب لهذا الفكر .. وهذه لوحدها في العراق في ذاك الزمن قد توصل صاحبها إلى المشنقة دون ريبٍّ، ولكنّ الله سلّم، لما عرف عن الدكتور مواقفه القوية والواضحة تجاه الفرس الصفويين، لم تُنس له مواقفه ضد إيران إبان الحرب العراقية الإيرانية فشفعت له، فطلب الدكتور الإعفاء والتقاعد. ثم خرج إلى عمّان الأرن، وعيّن سنة ١٩٩٢ـ ١٩٩٤ أستاذًا للحديث والتفسير في جامعة عمان الأهلية. وأستاذًا في جامعة البلقاء التطبيقية منذ سنة ٢٠٠٤م، ثم أستاذًا للحديث في جامعة العلوم الإسلامية العالمية.
خامسًا: عضويته في الجمعيات العلمية:
اختير أستاذنا منذ سنة ١٩٨١م خبيرًا في المجمع العلمي العراقي، وانتخب سنة ١٩٨٦م عضوًا عاملًا فيه، ثم انتخب عضوًا في مجمع اللغة العربية الأردني سنة ١٩٨٨م، وعضوًا في مجمع اللغة العربية بدمشق سنة ٢٠٠٢م.
وفي الرابع من ربيع الآخر سنة ١٤٠٩هـ الموافق للرابع عشر من تشرين الثاني سنة ١٩٨٨م صدرت الإرادة الملكية الهاشمية في عمّان بمنحه شهادة العضوية في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية «مؤسسة آل البيت» تقديرًا لمكانته الفكرية وللجهود التي قدمها في بناء الحياة الثقافية الإسلامية المعاصرة، وانتخب منذ
1 / 26