يا رب فتيان صدق رحت بينهم ... والشمس كالذهب المشعوب في الأفق
مرضى أصائلها حسرى شمائلها ... تروج الورق الممطور في الورق
معاطيا شمس إبريق إذا مزجت ... تقلدت عرق مرجان من البرق
عن ما جل طافح بالماء معتلج ... كأن بغيته صيغت من الحدق
تضمه الريح أحيانا وتفرقه ... فالماء ما بين محبوس ومنطلق
من أخضر ناضر في الماء يلحفه ... وأبيض تحت قبطي الضحى يقق
تهزه الريح أحيانا فيمسحها ... للزجر خفق فؤاد العاشق القلق
كأن حافاته نطقن من زبد ... مناطقا رصعت من لؤلؤ نسق
كأن قيته من سندس نمط ... حسناء محلوة اللبات والعنق
إذا تبلج نجم فوق زرقته ... حسنته فرسا دهماء في بلق
أو لازودا جرى في متنه ذهب ... فلاح في شارق من مائه شرق
عشية كلمت حسنا وساعدها ... ليل يمدد أطنانا على الأفق
تجلى بغرة وضاح الجبين له ... ما شئت من كرم دان ومن خلق
ولأبي عبد الله محمد بن إدريس الجزيري من جزيرة شقر وهو المعروف بمرج كحل
عرج بمنعرج الكثيب الأعفر ... بين الفرات وبين شاطي الكوثر
وعشية قد بت أرقب وقتها ... سمحت بها الأيام بعد تعذر
نلنا بها آمالنا في روضة ... يهدي لناشقها نسيم العنبر
والدهر من ندم يسفه رأيه ... فيما صفا من عيشه المتكدر
والورق تشدو والاراكة تنثني ... والزهر بين مدرهم ومدنر
والنهر مصقول الأباطح والربى ... بمصندل من زهره ومعصفر
وكأنما ذاك الحباب فرنده ... مهما صفا في صفحة كالجوهر
1 / 37