54
وإذا كثرت النباتات المائية لم يخرج من الماء في الليل، وهو يقصد الشاطئ مساء انتجاعا
55
للكلأ، وإذا سمع خواره آنئذ ظن أنه خارج من مغارة فتولى الأدبار لقدرته على سحق ثور عند مروره، وهو يحدث في الحقل الذي يحوبه إذ ذاك حفرا أعمق مما يحدثه محراث حديدي.
ثم يعود إلى النهر الذي هو موطنه.
الفصل الخامس عشر
جاب النيل في مجراه الطويل جبالا ومناقع وصحارى فلم يصادف على ضفتيه أثرا للماضي، ولو كان عمودا مكسورا.
وتبصر من فورك حقلا من الأهرام في مجرى النيل التحتاني بعد الشلال الرابع، تبصر أكثر من أربعين جدثا
1
لأناس من ذوي السلطان، وتبصر في أقصى جنوب منعطف النيل ثمانية أجداث أو تسعة أجداث على سفح تل ومن مسافة بعيدة؛ أي في صنم أبي دوم، فإذا اتجه النهر إلى الشمال مجددا تعاقبت الأعمدة والمباني والأهرام مع فواصل طويلة حتى الشلال الثاني، وإلى أي دور من ظلمات التاريخ تعيدنا تلك الآثار؟ ومن هو الفاتح الذي نقش على الغرانيت وبالخط الهيروغليفي، أسماء قبائل الزنوج الوحشية وكتبها على أوراق البردي لتنقل إلى الأعقاب؟ ذلك الفاتح هم المصريون الذين جاءوا عن طمع في الذهب والعبيد، والذين هم أقدم العروق على النيل وفي العالم الغربي.
Unknown page