249

Nil Hayat Nahr

النيل: حياة نهر

Genres

10

من الكثرة ما كان معه معمل لاستغلاله هنالك، ويبلغ السنط من القوة ما أنشأ الترك معه دورا لصنع السفن هنالك، وهنالك ينمو شجر آخر له خشب كالفلين وتصيب عصارته عين الحطاب بالعمى فيجتنبه جميع الحيوانات خلا المعز الذي يقضمه من غير أن يصاب بأذى، ويبسط السنط جذوره فيلائم بذلك مد النهر وجزره، ويكون ماء النيل من البرودة في تلك المنطقة ما لا يكفي معه قر

11

الليالي لتفسيره.

وإذا سرت من الخرطوم مرحلتين أو ثلاث مراحل؛ أي مسافة تسعين كيلومترا من مجرى النهر التحتاني، وجدت عرض النيل لا يزيد على خمسة وسبعين مترا، وأبصرت عمودين من الحجر البركاني للدلالة على مدخل مضيق، وهذا هو بدء الشلال، ويسميه الجغرافيون بالشلال السادس؛ وذلك لأنهم عدوا الشلالات بادئين من مصر متوجهين مع الحضارة إلى مجرى النهر الفوقاني، وأرانا مضطرين إلى مجاراتهم مع أن النهر يوصف كما توصف حياة الإنسان فلا يبدأ من خاتمتها، ويحصي العرب 31 شلالا؛ وذلك لأنهم يعدون كثيرا من المساقط من الشلالات.

والعرب قد دعوا الشلالات بأسماء خيالية بدلا من تعيينها بأرقام، فقالوا: عنق الجمل والمرجان وبيت العبد والمغفور والموحل والحارك،

12

وتبدأ عروة النيل الكبرى، وهي الوجيدة في مجراه الطويل من الجنوب إلى الشمال، عند الشلال السادس، وتنتهي بالشلال الأول تماما، ويقع الشلال السادس؛ أي خانق سبلوقة، في الدرجة السادسة عشرة من العرض الشمالي، ويقع الشلال الأول في الدرجة الرابعة والعشرين من العرض الشمالي؛ أي عند أسوان، ويقع كلا الشلالين على درجة واحدة من الطول.

وفي الصحراء - حيث لا شيء يقف النهر - تسد طريقه غرانيت وجنادل ترجع إلى ما قبل الطوفان فتفرض عليه عطفة 1200 كيلومتر، ولكن مكافحة الصخر هذه ترد إلى النيل من النشاط والحيوية ما يحول دون جفافه بين سهلين من الرمل، والنيل يبتلى ب 31 شلالا ثم يخرج منها ظافرا كما خرج من المناقع.

وجميع التلال التي تأخذ بخناق النيل في أثناء ذلك السير وتقف الملاحة هي من الصوان والصخر البلورية ومن صفائح من صلصال؛

Unknown page