لولا اشتعال النار فيما باشرت .... ما كان يعرف طيب عرف العود إلى أن نبغ في هذا الأوان كل وان، واختلط بالفضلاء كما يختلط بالقمح الزوان ، فاختار ضلالته على رشده، وأخبرتنا كراهته للعترة عن حكم ميلاده، ولله در الصاحب الكافي حيث يقول:
من كان ذا نسك وذا عفة .... وبغض أهل البيت من شانه
فإنما العتب على أمه .... أتت به من بعض جيرانه
فتارة يقعقع بشنه على الوصي، وتارة يسوي بين السيوف والعصي، وآخر يتنسك ويصوم ، وهو ينهش لحم المعصوم، وفينة يطن طنين الذباب، ليروع بطنينه أسود الغاب، ويعارض بلمع السراب ماء الشراب، [شعرا]:-
يبيت عمرو غارزا رأسه .... في سنة يوعد أخواله
هيهات كم بين البحر والثماد، وأين العنبر من الرماد، قارب من خطوه، وطامن من شخصه، وزعم نقض الأدلة، ومدح الكثرة، وذم القلة.
كدعواك كل يدعي صحة العقل .... ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل
انتحل التدليس، وأجاب دعوة إبليس، وفضل على التبر الخزف، وساوى بين الدر والصدف، أين مسامعه أصم الله صداه عن قول الرشيد بن الزبير في مدح العترة الهداة.
إذا العيون اجتلتهم قال مبصرهم .... سبحان رب البرايا بارئ النسم
صاغ الخلائق من طين ومن حما .... وآل أحمد من طول ومن كرم
Page 45