قال الشيخ العلامة سيف الأصوليين أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص في كتابه المعروف "بمنهاج الإنصاف العاصمة عن شب نار الخلاف" بعد أن أطال الثناء على المعتزلة حتى قال ما لفظه :
وإن كانت الهفوة لا تعصمهم، فللجواد كبوة، وفي الحسام نبوة،
وإن كنا لا نحمدهم، بل نقول: إنهم قصروا في حق علي عليه السلام تقصيرا فت عضد تحقيقهم، وغير في وجه تدقيقهم، ونقول مع ذلك : "بأنهم سقوا من فضالة الزيدية، وشرفوا باتباع العترة النبوية"، هذا كلام الشيخ صاحب الجوهرة، فقد بان بما ذكرناه زيادة صاحب هذه المقالة في الخطأ على مشائخ المعتزلة، وأنه كما تقول العامة في أمثلتها: "زاد على معلمه"، ومن أمثال العرب: "هذا أجل من الحرش".
[عدم انتسابه إلى الزيدية]
* وأما المطلب الثاني وهو في بيان هل يعد من الزيدية ؟
فالذي تقررت عليه قواعد مذهب الزيدية، شيد الله أركانه، هو القول بأن عليا عليه السلام، هو الإمام بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأن المتقدم عليه مخط بتقدمه، لا خلاف في الخطأ من المشائخ الثلاثة عند المحققين من الزيدية، وقد قيل أن القول يجمع الزيدية، أعني القول بخطأ من تقدم على علي عليه السلام في الإمامة، وإن اختلفوا في الخطأ وأحكامه، كما هو معروف في كتبهم ومقالاتهم.
Page 58