366

بمعنى العدول ، بأن يقال : جملة الأشخاص الماضية أمر له عدد غير متناه فهو باطل ، لأن موضوع المحمول الثبوتي يجب أن يكون ثبوتيا ، ومجموع الأشخاص الماضية غير موجودة في شيء من الأحوال البتة ، ولا في الذهن أيضا ، لقصوره عن استحضار عدد غير متناه بالفعل، و (1) إن قوى على استحضار وصف اللانهاية لوحدته (2). وأما الثاني وهو المأخوذ بحسب الوهم ، فهو أن يقال : إن المتوهم من الأشخاص الماضية عدد أي واحد أخذته تجد واحدا غيره قد وجد من غير حاجة إلى التكرير ، ولا ينتهي الحساب إلى واحد غير مسبوق بغيره ، وهو ممكن عندهم.

** المسألة الثالثة : في معنى اللانهاية في المستقبل (3)

النظر في الأمور المستقبلة ، إما أن يكون في وجودها ، أو في تناهيها ولا تناهيها.

** أما الأول :

المستقبل هو الذي لم يوجد بعد ، بل هي موجودة بالقوة ، فنقول حينئذ : إما أن نعتبر كل واحد واحد من تلك الأمور ، أو نعتبر حال الجميع ، فإن اعتبرنا حال كل واحد واحد ، فإما أن يكون كل واحد منها موجودا بالقوة في وقت واحد وهو صحيح ، وإما أن يكون كل واحد موجودا بالقوة في كل وقت [وهو باطل] (4)، وإلا لم يوجد في وقت من الأوقات شيء من الأشخاص ، ولا يمكن أن يبقى الحادث الواحد مستمرا أبدا. وإن اعتبرنا وجود الكل من حيث هو كل فذلك على وجهين :

Page 373