** البحث السادس : في جواز بقاء الأعراض
اختلف الناس في ذلك (1)، فالذي عليه الإمامية وكافة المعتزلة (2) والأوائل (3) جواز البقاء عليها ، وأن العلم به بديهي عند الأكثر منهم (4) . وبعضهم ذهب إلى أنه كسبي. ومنعت الأشاعرة من ذلك (5).
احتج الأولون على كونه بديهيا : بأن العلم البديهي هو الذي لا يفتقر إلى طلب وكسب ، وإن استند إلى الحس وكما نعلم بالضرورة أن الشخص الذي شاهدناه طول أعمارنا هو الشخص الذي شاهدناه الآن ، كذا نعلم بالضرورة أن السواد الذي شاهدناه طول أعمارنا في جسم معين هو الذي شاهدناه الآن فيه. ولو أخذ العقل يشك في أن كل آن يجب تجدد عرض (6) مساو للأول ، ويعدم الأول ، لشك في أن كل شخص من أشخاص البشر يعدم ويوجد الله تعالى غيره مساويا (7) له في جميع الصفات بحيث يحكم العقل بواسطة المساواة عند الحس
Page 299