منكم. ثم بعث إلى رسول الله ﷺ: أن ادخل. فدخل ﷺ المسجد وطاف بالبيت وصلّى عنده، ثم انصرف إلى منزله، والمطعم بن عدى وولده مطيفون به ﷺ، وأقبل أبو سفيان على المطعم فقال: إذن قد أجرّنا من أجرت.
ولا بدع في دخوله ﷺ في أمان مشرك؛ لأن حكمة الحكيم القادر قد تخفي، وهذا السياق يدل على أن قريشا كانوا أزمعوا على عدم دخوله ﷺ لسبب ذهابه إلى الطائف ودعائه أهله.
ولما بعث الله رسوله ﷺ، وأنزل عليه الوحى وأمره بإظهار دينه وأيّده بالمعجزات الظاهرات والايات الباهرات، أسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس من إيلياء «١»، وقد فشا الإسلام في قريش وفي القبائل كلها. وكان الإسراء به ﷺ والمعراج ليلة سبع وعشرين من رجب، وقال بعضهم: إنهما كانا يوم الاثنين، فهما موافقان للمولد والمبعث والهجرة والوفادة؛ لأنه ﷺ ولد يوم الاثنين، وبعث يوم الاثنين، وهاجر من مكة يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وتوفى يوم الإثنين.