102

Al-Nihāya fī gharīb al-athar

النهاية في غريب الأثر

Editor

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

Publisher

المكتبة العلمية - بيروت

Publisher Location

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

لِأَنَّهُ أَخْبَرَ بِمَا لَمْ يَكُنْ وَهُوَ فِي عِلْمِ اللَّهِ كَائِنٌ، فَخَرَجَ لَفْظُهُ عَلَى لَفْظِ الْمَاضِي، ودلَّ بِهِ عَلَى رِضَاهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِمَا وظَّفه عَلَى الْكَفَرَةِ مِنَ الجِزية فِي الْأَمْصَارِ.
وَفِي تَفْسِيرِ الْمَنْعِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ سيُسْلمون وَيَسْقُطُ عَنْهُمْ مَا وُظِّفَ عَلَيْهِمْ، فَصَارُوا لَهُ بإسْلامِهم مَانِعِينَ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: وعُدْتم مِنْ حَيْثُ بَدَأتم، لِأَنَّ بَدْأهم فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُمْ سيُسْلمون، فعادُوا مِنْ حَيْثُ بَدَأُوا. وَالثَّانِي أَنَّهُمْ يَخْرجُون عَنِ الطَّاعَةِ ويَعْصُون الْإِمَامَ فَيَمْنَعُونَ مَا عَلَيْهِمْ مِنَ الْوَظَائِفِ. والمُدْيُ مِكْيَالُ أَهْلِ الشَّامِ، والقَفِيز لِأَهْلِ الْعِرَاقِ، والإرْدَبُّ لِأَهْلِ مِصْرَ.
(هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «الْخَيْلُ مُبَدَّأَةٌ يَوْمَ الوِرْد» أَيْ يُبْدأ بِهَا فِي السَّقي قَبْلَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ، وَقَدْ تُحْذَفُ الْهَمْزَةُ فَتَصِيرُ أَلِفًا سَاكِنَةً.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ ﵂ «أنها قَالَتْ فِي الْيَوْمِ الَّذِي بُدِئَ فِيهِ رَسُولُ اللَّه ﷺ: وا رأساه» يُقَالُ مَتَّى بُدِئَ فُلَانٌ؟ أَيْ مَتَى مَرِضَ، ويُسأل بِهِ عَنِ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ.
وَفِي حَدِيثِ الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ الخَضِر «فَانْطَلَقَ إِلَى أَحَدِهِمْ بَادِئَ الرَّأْيِ فَقَتَلَهُ» أَيْ فِي أَوَّلِ رَاي رآه وابتدأه بِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ مَهْمُوزٍ؛ مِنَ الْبُدُوِّ: الظُّهُورُ، أَيْ فِي ظَاهِرِ الرأْي والنَّظر.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ فِي حَرِيمِ الْبِئْرِ «البَدِيء خَمْسٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا» البَدِيء- بِوَزْنِ البَدِيع-: الْبِئْرُ الَّتِي حُفِرت فِي الْإِسْلَامِ وَلَيْسَتْ بعَاديَّة قَدِيمَةٍ.
(بَدَجَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ «أَنَّهُ حَمل يَوْمَ الخنْدق عَلَى نَوفل بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بالسَّيف حَتَّى شَقَّهُ باثْنَتَيْن وقَطع أُبْدُوج سَرْجه» يَعْنِي لِبْدَه. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا فَسَّرَهُ أحَد رُواته. ولسْت أدْري مَا صحَّته.
(بَدَحَ)
(س) فِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «قَالَتْ لِعَائِشَةَ ﵄: قَدْ جَمَع الْقُرْآنُ ذَيْلَكِ فَلَا تَبْدَحِيهِ» مِنَ البَدَاح وَهُوَ المتَّسِعُ مِنَ الْأَرْضِ، أَيْ لَا تُوسّعيه بِالْحَرَكَةِ وَالْخُرُوجِ. والبَدْح:
العَلانية. وبَدَحَ بِالْأَمْرِ: بَاحَ بِهِ. وَيُرْوَى بِالنُّونِ، وَسَيُذْكَرُ فِي بَابِهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ ﷺ يتَمازَحون ويَتَبَادَحُون بالبِطِّيخ، فَإِذَا جَاءَتِ الحقَائق كَانُوا هُم الرجالَ» أَيْ يتَرامَوْن بِهِ. يُقَالُ بَدَحَ يَبْدَحُ إِذَا رَمَى.

1 / 104