340

Al-Nihāya fī al-fitan waʾl-malāḥim

النهاية في الفتن والملاحم

Editor

محمد أحمد عبد العزيز

Publisher

دار الجيل

Edition

١٤٠٨ هـ

Publication Year

١٩٨٨ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ جَمِيعًا، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ محمد بن عجلان به، قال التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ.
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن راشد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
"يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ فِي صور من الذَّرِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
ثُمَّ قَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ محمد بن عثمان، عن شيخه الْجُشَمِيُّ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: عَنْ هِشَامٍ، أخبرنا قتادة، عن الحسن، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كان في بعض أسفاره، وقد تقارب بَيْنَ أَصْحَابِهِ السَّيْرُ، فَرَفَعَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صَوْتَهُ:
﴿يَا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيم يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلًّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْل حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد﴾ [الحج:١-٢] .
فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ، حَثُّوا الْمَطِيَّ١ وعلموا أنه عند قول يقوله، فلما باتوا حوله قال "أتدرون أي يوم ذَاكَ؟ يَوْمُ يُنَادَى آدَمُ: يُنَادِيهِ رَبُّهُ يَقُولُ: يَا آدَمُ: ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ: يَا رَبِّ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ إِلَى النَّارِ وَوَاحِدٌ إلى الجنة". قال: فأبلس٢ أصحابه ما ترى لأحدهم سن ضاحكة، فلما رأى ذلك، قال: "اعلموا وَأَبْشِرُوا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَمَعَ خليقتين ما كانتا مع شيء قط إِلَّا كَثَّرَتَاهُ، يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَمِنْ بَنِي إِبْلِيسَ"، قَالَ: فَسُرِّيَ

١المطي: الركائب جمع مطية لأنها تمتطي أي يعلى مطاها وهو الظهر أي تركب.
٢ أبلس أصحابه: كادوا ينقطعون عن الأمل في النجاة من عذاب الله يوم القيامة.

1 / 348